في سياق الأحداث الجارية في سوريَّة، حيث تنخرط في حرب دامية وتواجه تداعيات النزاعات الداخلية والتدخلات الخارجية، يجب على السلطات السوريَّة التي ستتولى الحكم – بعد اقصاء النظام الاستبدادي – تحقيق تحولات هيكلية ملموسة وفعالة في المجال العسكري من خلال إعادة تأهيل وزارة الدفاع. ويتحقق ذلك بتبني سياقاً يتسم بالتحديات الأمنية الكبيرة، خاصة لأنَّ الجولان ما زال محتلاً من قبل الكيان الصهيوني، وكذلك ضبط المناطق الحدودية المضطربة باستمرار مع الدول المجاورة.
ولا بدَّ من تسليط الضوء على أنَّ إعادة الوظيفة الحيوية لهذه الوزارة ليست مجرد تنظيم إداري، بل هي رمز للالتزام الوطني بالحفاظ على السيادة والأمان القومي. وبها تتحقق أهم السمات التي تلبي الاحتياجات الأمنية لمواجهة التحديات الضاغطة على سوريَّة.
ضرورة إعادة هيكلة وزارة الدفاع
في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجهها سوريَّة، يصبح إعادة هيكلة وزارة الدفاع أمرًا ضروريًا للأسباب التالية:
- الحفاظ على السيادة الوطنية: لأنَّ السيادة الوطنية والأمان جزءًا لا يتجزأ من استقرار أي دولة. وزارة الدفاع تلعب دورًا حاسمًا في حفظ هذه السيادة وحماية الأمان القومي.
- مواجهة التهديدات الأمنية المعقدة: تأسيس وزارة الدفاع يمكن أن يمكن الحكومة من مواجهة التهديدات الأمنية المعقدة، بما في ذلك التدخلات الخارجية والتنظيمات الإرهابية.
- تعزيز القدرات الدفاعية: من خلال وجود وزارة الدفاع، يمكن تنظيم القوات العسكرية وتعزيز قدراتها للتصدي التحديات المتزايدة.
- التعاون الدولي والإقليمي: تأسيس وزارة الدفاع تمكن الحكومة من تعزيز التعاون مع الدول الإقليمية والمنظمات الدولية لتعزيز الأمان والاستقرار في المنطقة.
أهداف تأسيس وزارة الدفاع وتطويرها
الأهداف للرئيسة لوزارة الدفاع في سوريَّة تشمل:
- الحفاظ على السيادة والوحدة الوطنية: تأسيس وزارة الدفاع يساعد على تعزيز الوحدة الوطنية وحماية السيادة.
- تعزيز الجاهزية الدفاعية: تطوير وتحسين الجاهزية الدفاعية للتصدي لأي تهديدات محتملة.
- تعزيز التعاون الإقليمي والدولي: تعزيز التعاون مع الدول الجارة والشركاء الدوليين لتحقيق الأمن والاستقرار.
- تعزيز القدرات الاستخباراتية: تطوير قدرات استخباراتية للمراقبة والتقييم الاستراتيجي للتهديدات.
- احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي: الامتثال للقوانين الدولية واحترام حقوق الإنسان في جميع الأنشطة العسكرية.
صفات وزارة الدفاع المثالية
تمتاز وزارة الدفاع المثالية بالعديد من الصفات:
-
شفافية وحسن الإدارة: تكون الوزارة شفافة في أنشطتها وتتميز بإدارة فعّالة.
-
تكنولوجيا حديثة وتدريب مستمر: تكون مجهزة بأحدث التقنيات والمعدات وتقدم تدريبًا دوريًا للقوات.
-
تواصل جيد مع المجتمع: تتفاعل مع المجتمع المحلي والمؤسسات السياسية لتعزيز التفاهم وبناء الثقة.
-
التعاون الإقليمي والدولي: تطوير علاقات دولية قوية للتعاون في مجال الأمن والدفاع.
إتاحة الفرصة للسلام والاستقرار
إصلاح وتطوير وزارة الدفاع في سوريَّة، يمكن أن يكون خطوة نحو إتاحة الفرصة للسلام والاستقرار في المنطقة. من خلال توسيع القدرات الدفاعية وتعزيز التعاون مع الجهات الدولية، يمكن تحقيق التوازن والاستقرار في منطقة الجولان المحتلة ومناطق أخرى مضطربة البلاد.
كما أنّ ذلك يمثل إشارة واضحة إلى التزام البلاد بالحفاظ على الأمان الوطني والسيادة. ومن المهم أن تكون هذه الوزارة محورًا للتطوير والتحسين المستدام للجهوزية والقدرات الدفاعية، بما يعزز من فرص تحقيق السلام الأمني الداخلي والخارجي والثبات بقوة عند طلب تنفيذ القرارات الدولية لاسترجاع الجولان وما يتبعها من أمور ترتبط بالنزاعات الاقليمية والدولية لتحقيق المصلحة الوطنية.
خاتمة
لما كان تأهيل وتطوير وزارة الدفاع في سوريَّة يتطلب التفكير الاستراتيجي والاستثمار في القدرات الدفاعية الحديثة، لكي تكون هذه الوزارة قوة دافعة نحو تعزيز الأمان وتمكين البلاد من مواجهة التحديات المعقدة بكل ثقة وفعالية، كان على السادة الخبراء بالشؤون العسكرية المساهمة منذ الآن بوضع خارطة طريق لإصلاح العطب الحاصل في هذا القطاع الحيوي، واقتراح ما يلزم لتمكين القادة الجدد من تطبيق أفضل الرؤى المستقبلية التي تحقق الأمن والازدهار في مواجهة التحديات الحالية وبناء مستقبل مستدام للبلاد.