تنويه: عند استيقاء مصادر هذا المقال، كان ثمة خطر الوقوع في فخ الانحياز الهويّاتي (الايستوريوغرافي Historiography) لكاتب المعلومة، لذلك جهدنا في اخضاع المعلومات الواردة في المقال للمقاربة بغية الوصول إلى المصداقية والموضوعية. وأعطينا أولوية لدراسة خطاب المؤرخين بشأن الوقائع التاريخية كما هي، وليس دراسة الآخرين للوقائع التاريخية نفسها، حيث يبقى الهدف المأمول هو اقتناص المعلومة التي وردت في أكثر المراجع والمصادر ذات الشأن. كما حرصنا على اختزال الكثير من التفاصيل تجنباً للاستطراد غير المستحب في هذا النمط من المقالات. "فريق التحرير"
في العام 1963، وتحديداً في الثامن من شهر آذار، قام حزب البعث العربي الاشتراكي بانقلاب عسكري، وتسلمَّ مقاليد الحكم متفرداً في سورية، ومن ثمَّ ظهرت عدة محاولات انقلابية مضادة باءت بالفشل، مما أدى إلى نجاح بعض الشخصيات العسكرية والمدنية من أبناء الطائفة العلوية أن تعتلي المناصب السيادية في البلاد حتى استطاعت عام 1966 أن تسيطر على البلاد.
وكان من أهم هذه الشخصيات (حافظ الاسد – صلاح جديد – ابراهيم ماخوس – محمد الفاضل – عزت جديد – شفيق عبدو حمود – رفعت الاسد – علي دوبا – محمد الخولي – محمد ناصيف خير بيك). وسيطروا على المؤسسة العسكرية ثم المدنية في الدولة. فكان الجيش والمخابرات والشرطة والاعلام والحزب تحت سيطرتهم التامة فيما أبقوا منصب رئاسة الجمهورية لشخص سني بعثي هو (الدكتور نور الدين الأتاسي)، الذي كان ظلاً في منصب بروتوكولي لضعف شخصيته، مسلوب النفوذ الذي يمنحه الدستور السوري لصاحب هذا المنصب، أما المناصب العسكرية والأمنية والمخابراتية والداخلية والمناصب الحساسة كوزير الخارجية ووزير الداخلية والامانة العامة لحزب البعث ومدراء المخابرات كانت موزعة على الشخصيات كالتالي:
- رئيس الجمهورية: د. نور الدين الاتاسي (سنيٌّ – من مدينة حمص).
- الأمين العام لحزب البعث: اللواء صلاح جديد (39 سنة – من الطائفة العلوية).
- وزير الدفاع: حافظ الاسد (36 سنة – ضابط من الطائفة العلوية).
- وزير الخارجية: د. ابراهيم ماخوس (طبيب جراح – من الطائفة العلوية).
- قائد قوات أمن العاصمة: المقدم عزت جديد (قائد اللواء المدرع 44 – من الطائفة العلوية).
- مدير المخابرات الجوية: محمد الخولي (ضابط من الطائفة العلوية).
- قائد قوات الجولان: العقيد أحمد المير (ضابط من الطائفة العلوية).
- رئيس الاركان: = أحمد سويداني (سنيٌ- من مدينة درعا).
- قائد القوات الخاصة: علي حيدر (ضابط من الطائفة العلوية).
أيامُ ما قبل بدء الحرب
الجمعة 12/أيار/1967
في هذا اليوم بدأ التصعيد الحقيقي الذي أدى إلى تسارع الخطى نحو الحرب، ويعتبر هذا التاريخ نقطة الانعطاف الخطرة نحو حتمية حدوث مواجهة عسكرية مع العدو الصهيوني، وذلك عندما أعلنت وكالة (يونايتد برس) للأنباء، أن مصدراً إسرائيلياً رفيعاً صرَّح:
"إنه إذا ما استمرت سورية في دعم عمليات التخريب داخل إسرائيل فإن ذلك سيستتبع بالضرورة قيام إسرائيل بعمل عسكري لقلب نظام الحكم في سورية".
وقد لحقتها وكالة “أسوشيتد برس” معلنةَ، أن مصدراً عسكرياً إسرائيلياً هدد باستعمال القوة ضد سورية لوقف غارات الفدائيين المنطلقة من سورية:
"إن أمام إسرائيل عدداً من الاحتمالات يتراوح بين شن حرب عصابات على سورية، وبين غزو سورية واحتلال دمشق".
السبت 13/أيار/1967
- أدلى ناطق رسمي في وزارة الخارجية السورية بما يلي:
"أن الوزارة استدعت ممثلي الدول الأعضاء لدى مجلس الأمن الدولي في الجمهورية العربية السورية، وأوضحت لهم "المؤامرة التي تحيكها الدوائر الاستعمارية والصهيونية ضد القطر العربي السوري".
وأوضحت في تصريحها الأمور التالية:
- أن التهديدات الإسرائيلية المتعاقبة “ليست إلا تحضيراً جديداً للرأي العام الدولي من أجل تغطية العدوان الصهيوني المقبل وعملاً استفزازياً ضد سورية”.
- أن محاولة إسرائيل “استغلال المنظمات الدولية لستر عدوانها المقبل، ستبوء بالفشل الأكيد، لأنا أبلغنا سفراءنا في جميع الدول وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها حقيقة موقف إسرائيل كأداة بيد الاستعمار، وكوجود يقوم على الاغتصاب والغزو، ويتمرد على جميع قرارات المنظمة الدولية”.
- كانت حجة إسرائيل أنًّ أعمال الفدائيين الفلسطينيين مرفوضة، وأنها تحملّ مسؤولية ذلك للجمهورية العربية السورية لأنه أمر مرفوض دولياً”. وأن الشعب الفلسطيني يرفض الوصاية.
- إن الانطلاق من النضال العربي الفلسطيني للعدوان على سورية، لا يمكن أن يخفي المؤامرة الاستعمارية الصهيونية الرجعية التي ترتكز على عدوان إسرائيلي كبير يتذرع بمختلف الحجج الواهية، يتلوه عدوان من مرتزقة وعملاء المخابرات في الأردن مع تحركات الرجعية وفلول العملاء المتضررين بالثورة، كل ذلك بحراسة الإمبريالية العالمية وتخطيطها.
- إن التهديد الوقح بالقيام بعمليات عسكرية واسعة، وبخوض الحرب ضد سورية لن يرهب أحداً، لأنه لن يسقط النظام الثوري في سورية، بل سيزيده مناعة وقوة، وسيسقط الأنظمة الرجعية العميلة، ويحرك الجماهير العربية في ثورة عارمة.
- أن الأعمال العدائية الموجهة ضد سورية تهدف فيما تهدف إلى صرف الأنظار عما يجري في عدن والجنوب العربي، وتخفيف ضغط الحرب الشعبية على الاستعمار والرجعية، ولكن ذلك كله سيفشل.
- أنَّ الجمهورية العربية السورية، تُحمِّل إسرائيل ومن يحميها مسؤولية ما سيحدث في المنطقة وإنها لتؤكد استعداد الحكومة والشعب لمواجهة أي عدوان.. وستضع اتفاقات الدفاع المشترك موضع التنفيذ، كما أن العدوان سيجابه بحرب التحرير الشعبية التي ستخوضها كل الجماهير العربية”.
- وفي ذات اليوم، صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية “ليفي أشكول” خلال كلمة ألقاها من الإذاعة الإسرائيلية بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لإقامة الدولة، “إنه من الواضح أن سورية هي مركز الأعمال التخريبية، غير أن إسرائيل تحتفظ لنفسها باختيار المكان والزمان والوسائل اللازمة للرد على المعتدي”.
- وعلى الفور، قام وفد عمالي سوري برئاسة “خالد الجندي” رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال السورية، بزيارة الجبهة السورية في مرتفعات هضبة (الجولان). وألقى قائد الجبهة العقيد أحمد المير خطاباً في هذا الوفد جاء فيه: “أن معنويات جنوده عالية”، و “أن هذه المعنويات مستمدة من إيمانهم بشعبهم الكادح”. وحذر من الاستعمار “قد يجتاح سورية” ودعا في هذه الحالة إلى “شن حرب عصابات عليه في داخل سورية وخارجها” على اعتبار أن المشكلات مع الاستعمار لا تحل إلا بالحرب الشعبية”. وقد أضاف قائد الجبهة مؤكداً أن الطيران المعادي له تأثير معنوي أكثر من تأثيره المادي إلا أنه أهاب بالمواطنين أن يتخذوا كافة الإجراءات الوقائية منه.
الأحد 14/أيار/1967
- في هذا اليوم، أدلى ناطق رسمي سوري بتصريح قال فيه: إن الفريق أول محمد فوزي رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة في جمهورية مصر العربية عقد فور وصوله إلى دمشق عدداً من الاجتماعات مع كل من اللواء حافظ أسد وزير الدفاع السوري، واللواء أحمد سويداني رئيس أركان الجيش السوري. وأضاف الناطق “أن كلاً من مصر وسوريا تواجهان بجديَّة واجبهما القومي التاريخي إزاء قضية فلسطين خاصة وقضية الشعب العربي عامة”.
- أما ردود فعل اسرائيل نقلها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي “الميجر جنرال إسحق رابين” حيث قال في مقابلة نشرت في تل أبيب في اليوم ذاته: “أن إسرائيل تعلم جيداً أن سورية تقف وراء نشاط التخريب”. وأضاف يقول: “إن أي عمل تقوم به إسرائيل ضد سورية سيكون مختلفاً عن أية أعمال انتقامية قامت بها القوات الإسرائيلية في الماضي، ذلك لأن المشكلة مع سورية مختلفة لأن السلطات هي التي تقوم بدعم نشاط المخربين وبالتالي فإن هدف القيام بعملية ضد سوريا سيكون مختلفاً”.
- وكانت الأخبار الواردة من الأرض المحتلة توشي أن حشوداً وتعزيزات عسكرية إلى جانب تحركات مستجدة غير طبيعية بدأ الراصد السوري يتابع ظهورها على الحدود السورية الإسرائيلية.
الاثنين 15/أيار/1967
في هذا التاريخ:
- وجَّه الدكتور جورج طعمة، مندوب سورية لدى الأمم المتحدة، رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، لفت فيها أنظار المجلس إلى الوضع “القابل للانفجار”. وحذر فيها من حدوث حرب “سويس ثانية – 1965”. وقد أنحى باللائمة على وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “لإعدادها وتمويلها مؤامرة لإسقاط نظام الحكم في سورية”. وقال: “إن من المستحيل على سورية السيطرة على نشاط هؤلاء –يقصد الفدائيين- أو حماية خط الهدنة الذي يمتد على حدود عدة دول”.
- غالب كيالي، القائم بأعمال السفارة السورية في واشنطن، صرح بعد اجتماع تم بينه وبين مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى (لوشيوس باتل) قال فيه: “إن باتل قرأ أمامه مذكرة تعبر عن قلق حكومة الولايات المتحدة إزاء الحالة على خطوط الهدنة” وأضاف كيالي يقول: “إنني أبلغت مساعد وزير الخارجية الأمريكية أن سورية تتوقع عدواناً صهيونياً قريباً، وتعتقد أن هذا العدوان يحظى بتأييد الولايات المتحدة.. وقد أبلغته أيضاً أن سورية لا تستطيع منع شعب فلسطين من مواصلة كفاحه من أجل استعادة وطنه المغتصب”.
- وبعدها أعلن كيالي أن سورية سترد على أي عدوان صهيوني بكل ما تملك من قوة، وقال: “إن أحداً لا يستطيع أن يحدد منع الانفجار أو أن يمنع اشتعال منطقة الشرق الأوسط بأسرها” في حال تجدد القتال بين سورية وإسرائيل.
- الوكالة السورية للأنباء، أوردت نبأ يفيد أن هناك تنسيقاً كاملاً بين المخابرات الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية لقمع أعمال الفدائيين الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة، وأضافت الوكالة تقول: إن رجال المخابرات الإسرائيلية وحرس الحدود الإسرائيلي تسلموا بطاقات خاصة تخولهم دخول الأراضي الأردنية لمسافة ثلاث كيلومترات لتتبع الفدائيين، وبالمقابل تسلم رجال المخابرات الأردنية بطاقات إسرائيلية مماثلة تخولهم دخول الأرض المحتلة لمسافة ثلاث كيلومترات للغرض نفسه.
- جريدة المحرر اللبنانية، نشرت تصريحاً أدلى به وزير الإعلام السوري محمد الزعبي جاء فيه: “.. إن المعركة ليست معركة قطرية، وإنما هي معركة الشعب العربي كله، وستجعل هذه المعركة لقاء القوى القومية والتقدمية أمراً محتماً ولا بد أن تعجل هذه اللقاءات في الوحدة”.
- في العراق، استدعى وزير الخارجية العراقي الدكتور “عدنان الباجه جي” سفراء بريطانية وفرنسا والاتحاد السوفياتي والقائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد، وبحث معهم الحشود والتهديدات الإسرائيلية ضد سورية، وأبلغهم أن العراق “لن يقف مكتوف الأيدي في وجه أي اعتداء على سورية وأنه سيساهم مساهمة فعالة في رد مثل هذا العدوان”.
- وكالة أنباء (نوفوستي) السوفياتية الرسمية قالت:
"إن الاتحاد السوفياتي أعلن عن استعداده لتقديم المساعدة الضرورية للجمهوريةالعربية السورية التي تدافع عن استقلالها وحقها في البناء السلمي لمجتمع مزدهر".
الأربعاء 17/أيار/1967
- جريدتا (البعث) و(الثورة) الرسميتان في سورية، قالتا: “إنهما قد علمتا أن القوات المسلحة في الجمهورية العربية السورية أصبحت في كامل استعدادها تدعمها قوات الجيش الشعبي التي احتلت مكانها وفق المخططات الدفاعية.
- رئيس وزراء سوريا (الدكتور يوسف زعين) و(اللواء أحمد سويداني) رئيس أركان الجيش، و(العقيد أحمد المير) قائد الجبهة (الجولان)، خلال زيارة لبعض وحدات الجبهة (الجولان)، ألقى الزعين كلمة في الضباط قال فيها: “… إن بعض أنظمة الحكم العربية، تتظاهر بأنها تساند قضية الشعب العربي في فلسطين، ولكن المعركة كفيلة بكشف كل الحقائق”. وأضاف: “إن شعار لقاء التقدمية من خلال المعركة قد ثبتت أصالته”. وأكد أن المعركة “لن تنتهي في شهر أو شهرين بل يجب أن تمضي إلى نهاية الشوط حتى تصبح الأرض العربية حرة في كل مكان”.
- جريدة (أزفستيا) السوفياتية قالت: “إن اليمين في إسرائيل يريد الزحف على دمشق”. وأضافت: “أن الدوائر المتطرفة في إسرائيل تستمر في سياسة إثارة الصدام مع الأقطار العربية المجاورة”. وقالت: “إن إسرائيل تسير على طريق العدوان لتدفع ثمن المعونات الأمريكية السخية”.
الخميس 18/أيار/1967
- الدكتور إبراهيم ماخوس، أدلى بتصريح إلى وكالة الأنباء العربية السورية عقب عودته من زيارة للقاهرة استغرقت ثلاثين ساعة اجتمع خلالها بجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وعدد من القادة الكبار في ج.ع.م وقد جاء في التصريح: “… إن زيارتي للقاهرة كانت لوضع اللمسات الأخيرة على الوضع السياسي العربي والدولي”. “… إن مخططات الرجعية والاستعمار والصحف الصفراء التي دأبت على التشكيك بلقاء القوى التقدمية قد دحرت”. “.. إن سحب قوات الطوارئ بالشكل الذي تم به يبرهن على أن لا شيء يقف في طريق الثورة، وأن تشكيك الرجعية حول وجود هذه القوات قد رد إلى نحرها”.
- هاجم الملك فيصل بن عبد العزيز آل السعود ملك السعودية والحسين بن طلال ملك الأردن بأقوال لا يليق أن نذكرها، ونكتفي بذكر المرجع تفادياً لكتابتها هنا – المجلدين الرابع والخامس من اليوميات الفلسطينية ص460. إصدار مركز الأبحاث –منظمة التحرير الفلسطينية –بيروت.
- المشير عبد الله السلال رئيس الجمهورية اليمنية، أعلن في تصريح له لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن: الجمهورية العربية اليمنية شعباً وحكومة تقف بكل إمكانياتها وطاقاتها بجانب سورية الشقيقة ضد مؤامرة الاستعمار والرجعية والصهيونية”.
الجمعة 19/أيار/1967
- “الرائد محمد إبراهيم العلي” قائد الجيش الشعبي في سورية، أكّد أن عشرات الألوف من جنود الجيش أصبحوا في حالة تأهب واستعداد تام للقتال.
السبت 20/أيار/1967
- صرح الدكتور إبراهيم ماخوس، لجريدة أخبار اليوم: “أن جميع مطارات سورية مفتوحة للطيران المصري، وأن كل ما يقرره العسكريون سينفذ في الحال ولا دخل للسياسيين في ذلك. ولتثق إسرائيل ومن يشفقون على إسرائيل أنها ستواجه ضربات مصرية –سورية من جميع الجهات”.
- محمد الزعبي وزير الإعلام السوري، أدلى بتصريح إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط قال فيه:
“إن أهم الدلالات التي يشير إليها الوضع الراهن في المنطقة هي:-
- لقد أثبتت الوقفة الجبارة للقوى الثورية والتقدمية العربية، أن قوة دولة العصابات.. ليست إلا أقل من نمر من الورق الهش القميء المهترئ.
- هناك علاقة جدلية بين المناخ الثوري ولقاء القوى التقدمية بحيث يتعزز كل منهما بالآخر يدفع به ويندفع معه.
- هناك علاقة أخرى مضادة بين قوى الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية.
- أن رفع شعار حرب التحرير الشعبية، وتبني الجماهير له، ومباشرة العمل الفدائي واتباع سياسة ضرب مواقع العدوان داخل الأرض المحتلة.. أسقط القناع عن وجه دولة العصابات الجبان، وكشف تفوقها المزعوم.
- لم يعد بإمكان إسرائيل أن تشك بحق أبناء فلسطين في العمل الفدائي داخل أرضهم المحتلة.
- إن إسرائيل اليوم محصورة بين فكي الكماشة: الجيوش العربية المستنفرة من جهة، وأعمال الفدائيين من جهة أخرى، وهيهات لها أن تفلت من تلك الكماشة”.
-
الاثنين 22/أيار/1967
- رئيس الدولة السورية “الدكتور نور الدين الأتاسي”، ألقى خطاباً في حفل افتتاح الدورة الطارئة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في دمشق، قال فيه: “إن سورية و جمهورية مصر العربية اتخذتا ما يلزم، لا لإحباط المؤامرات الاستعمارية والرجعية والعدوان الصهيوني فحسب، بل ولخوض معركة تحرير فلسطين عند أول تحرك عدواني”.. وجاء في خطابه: “أن أصوات التهديدات الإسرائيلية قد خفتت بعد أن أصبحت إسرائيل بين فكيّ مصر وسورية”. وقد حمل حملة عنيفة على الملك فيصل والملك حسين، واتهمهما بالتآمر لاستغلال الشعور الديني.
- جريدة (برافدا) السوفياتية:
"... إن هناك مؤامرة جديدة تعدها الأمبريالية الأمريكية وإسرائيل والرجعية العربية لضرب نظام الحكم التقدمي في سورية".
الثلاثاء 23/أيار/1967
- الدكتور يوسف زعيّن واللواء أحمد سويداني وصلا فجأة إلى القاهرة. قال زعين: “ليس هناك أي داع للحديث، فنحن قادمون من أجل الحرب”.
- العقيد أحمد المير، قائد الجبهة السورية: صرح بأن الجبهة أصبحت معبأة بشكل لم يسبق له مثيل من قبل. وقال: “إن العرب لم يهزموا في معركة 1948 على أيدي الإسرائيليين، بل من قبل حكامنا الخونة، وهذه المرة لن نسمح لهم أن يفعلوا ذلك”.
- إثر حادث انفجار لغم في سيارة في مركز الرمثا الأردني على الحدود الأردنية، الذي نتج عنه مقتل 15 شخصاً وإصابة 26 آخرين بجروح، تأزمت العلاقات بين سوريا والأردن، وأمرت السلطات الأردنية سفير سوريا ونائب قنصلها بمغادرة الأردن.
- محمد الزعبي وزير الإعلام السوري، صرَّح لوكالة أنباء الشرق الأوسط:
"... إن الحكومة العميلة في عمان إنما افتعلت هذا الحادث لتبرير قطع العلاقات، ولأن الملك حسين بحاجة دائماً لأن يعمل في الظلام، وخاصة في هذه الأيام، لينفذ مخططات الاستخبارات الأنجلو – أميركية، دون رقيب أو حسيب".
- القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أصدرت في دمشق بياناً دعت فيه: جميع التقدميين والمنظمات الشعبية في الوطن العربي إلى:
"الانقضاض ساعة الصفر على الجيوب الرجعية والاستعمارية وإلى تدمير قواعد الاستعمار واحتكاراته النفطية وخطوط مواصلاته وتموينه أينما وجدت".
- الحكومة السوفياتية أصدرت بياناً أعلنت فيه دعمها للدول العربية. جاء في البيان:
"إن من يغامر بشن عدوان في الشرق الأدنى سوف يجابه لا بالقوة الموحدة للشعوب العربية فحسب بل وبالمقاومة الحازمة من قبل الاتحاد السوفياتي والدول المحبة للسلام".
الخميس 25/أيار/1967
- الدكتور نور الدين الأتاسي، تحدث إلى أعضاء المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمل العرب الذين زاروه بعد انتهاء مؤتمرهم الطارئ في دمشق قال محذراً:
"إنَّ الأحداث تصاعدت بشكل ينذر بحرب شاملة في الشرق الأوسط، وأن الشعب السوري مصمم على خوض معركة الثأر من المستعمرين والمستغلين، ومعركة الثأر للجماهير الكادحة التي عانت كثيراً من الاستعمار والاستغلال".
الجمعة 26/أيار/1967
- إذاعة دمشق أذاعت تعليقاً سياسياً قالت فيه: “إن سورية ترفض اقتراح الجنرال شارل ديغول، بعقد مؤتمر ذروة للدول الأربع الكبرى، إذ أن العرب لم يعودوا يقبلون وصاية أي كان على الشرق الأوسط”.
- إذاعة بغداد أعلنت أن وحدات عسكرية عراقية من المشاة والمدفعية والمدرعات غادرت أربيل في شمال العراق للالتحاق بالقطعات العراقية الرئيسية التي تتحرك نحو الجبهة السورية مع إسرائيل.
السبت 27/أيار/1967
- وكالة “اسوشيتد برس:
" قالت إنه لم يعلن رسمياً حتى الآن في دمشق عن تحركات القوات العراقية".
الأحد 28/أيار/1967
- اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري، وجهت رسالة إلى جميع الأحزاب الشيوعية في العالم تلفت فيها نظرها:
- “إلى الوضع المتوتر الذي يحيط بسورية ويشعل منطقة الشرق الأوسط بأسرها”.
- وأضافت: “أن منشأ هذا الوضع هو أن الإمبريالية الأمريكية تنظر بعين الغضب والحقد إلى نظام الحكم التقدمي في سورية.. وقد فشلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في مساعيها لقلب الأوضاع في سورية عن طريق الرجعية الداخلية فأخذت تلجأ إلى أساليب الضغط والعدوان على سورية من الخارج”.
- وأهابت الرسالة “بالرفاق الشيوعيين” أن يمدوا لشعب سورية يد التضامن لإحباط العدوان الإسرائيلي الذي يسيره ويوجهه الاستعمار الأمريكي.
- التوقيع على اتفاق تنسيق العمل بين الجيشين السوري والعراقي تم في دمشق. وقد وقع الاتفاق عن الجانب العراقي العميد محمود عريم، ووقعه عن الجانب السوري اللواء عادل شيخ أمين.
- محمد الزعبي وزير الإعلام السوري، صرح: بأن قوات من الجيش العراقي قد دخلت الأراضي السورية واتخذت مواقعها المحددة.
الاثنين 29/أيار/1967
- الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس الدولة السورية مع وفد يضم الدكتور إبراهيم ماخوس، ومحمد الزعبي. وصلوا فجأة إلى موسكو. وأجرى الوفد مباحثات مع المسؤولين هناك.
- في اجتماع طارئ لاتحاد المحامين العرب، عقد في دمشق، ألقى يوسف زعين رئيس الحكومة السورية كلمة في جلسة الافتتاح قال فيها:
-
-
"إن انحناء إسرائيل أمام الرد العربي الحاسم الآن، يجب أن لا يفسر بأنه انتصار نهائي عليها، فهو ليس إلا بداية الطريق لتحرير فلسطين، وتدمير إسرائيل... وإن الظروف اليوم هي أفضل من أي وقت مضى لخوض معركة المصير العربي".
-
وقال: "إن الشعوب العربية ستحاسب كل من يتخاذل عن الواجب". وقال: "إن المسيرة إلى فلسطين، هي المسيرة إلى إسقاط الرجعية العربية والاستعمار والصهيونية إلى الأبد".ثم أشاد باستعداد سورية لخوض المعركة.
-
-
- وكالة الأنباء العربية السورية كشفت النقاب عن أن سفير الولايات المتحدة في دمشق، قدم مذكرة شفوية تتعلق بالوضع الراهن في الشرق الأوسط إلى الدكتور إبراهيم ماخوس. علم أن المذكرة تضمنت النقاط التالية:
-
-
-
أن حدة التوتر بين الدول العربية وإسرائيل ارتفعت في الفترة الأخيرة.
-
أن الولايات المتحدة لا تعتقد بوجود نوايا عدوانية لدى إسرائيل.
-
أن الحكومة الأمريكية تشعر بقلق خاص تجاه ما أسمته أعمال الإرهاب (العمل الفدائي الفلسطيني) وتعتبرها مغايرة لاتفاقات الهدنة.
-
أن الحكومة الأمريكية قلقة من انسحاب قوات الطوارئ الدولية وتعمل على إعادة وجود الأمم المتحدة على خط الهدنة بين مصر وإسرائيل بأية صورة من الصور.
-
الحكومة الأمريكية تعتقد بأن حشد القوات يزيد من حدة التوتر.
-
الحكومة الأمريكية تتمسك "بحرية المرور في خليج العقبة للسفن الإسرائيلية وسفن جميع الدول الأخرى".
-
الحكومة الأمريكية تؤكد عزمها على التدخل بالمقاومة الشديدة لكل اعتداء في المنطقة.
-
-
- “الدكتور ماخوس” وزير الخارجية السوري، ردَّ على المذكرة الأمريكية فوراً مؤكداً انحياز أمريكا إلى جانب إسرائيل وموضحاً النقاط التالية:
-
-
-
ليس للولايات المتحدة ما يميزها عن غيرها من الدول الأعضاء حسب ميثاق الأمم المتحدة ولا تملك حق التدخل في شؤون المنطقة أو فرض وصايتها عليها.
-
لم يرتفع التوتر خلال الأيام القليلة الماضية فقط، وإنما لازم المنطقة العربية عند فرض الاحتلال الإسرائيلي. ووزارة الخارجية السورية تؤكد النوايا العدوانية لإسرائيل، وتهديدات المسؤولين الإسرائيليين أبلغ دليل على ذلك.
-
تؤكد سورية أنها ليست مسؤولة عما يقوم به الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه طبقاً لحق تقرير المصير، كما أن هذا الشعب ليس طرفاً في اتفاقيات الهدنة.
-
الحكومة السورية تؤكد حق مصر في سحب قوات الطوارئ الدولية وفي ممارستها لسيادتها على خليج العقبة.
-
-
-
الثلاثاء 30/أيار/1967
- رئيس الدولة “الدكتور نور الدين الأتاسي” والوفد المرافق له، عادوا من موسكو بعد انتهاء زيارتهم لها.
- محمد الزعبي وزير الإعلام السوري، صرح بأن الاتحاد السوفياتي:
-
-
أكد تأييده "للخط الثوري التقدمي" الذي تنتهجه سورية.
-
كما أكد وقوفه "بحزم ضد أي عمل عدواني قد يتعرض له الشعب العربي من جانب إسرائيل ومن وراءها"
-
ووصف محادثات الوفد مع المسؤولين السوفيات بأنها "صريحة"
-
وقال: "إن الدكتور الأتاسي أكد للزعماء السوفيات أن التهديدات والحشود العدوانية الصهيونية ليست إلا جزءاً من مخطط استعماري عام لضرب حركة التحرير في الشرق الأوسط".
-
-
الجمعة 2 حزيران 1967
- قالت إذاعة بغداد إنَّ قوة كبيرة من المشاة توجهت بالقطارات من أربيل في شمال العراق كي تأخذ مواقعها في الجبهة. كذلك فعلت وحدة الآليات التي وصفت بأنها على درجة عالية من التدريب في القتال السريع، وأنها مزودة بآليات ثقيلة حديثة.
- ناطق إسرائيلي عسكري زعم أن جنديين إسرائيليين وجندياً سورياً قتلوا في اشتباك بين دورية إسرائيلية وفريق من الفدائيين على بعد كيلو متر واحد من الحدود السورية.
- “البريجادير جنرال حاييم هيرتسوج”، كتب في الملحق الأسبوعي في جريدة ” جيروساليم بوست” محللاً وضع الجيشين المصري والسوري: جاء في هذا المقال:
-
-
"...أما الجيش السوري البالغ عدده 65 ألفاً، فهو ضئيل جداً بالنسبة لمساحة سوريا.
-
وأضاف أن الانقلابات التي تعاني منها سورية وينتج عنها تغيير دائم في صفوف الضباط وترفيعات مفاجئة لا تستند على أساس الخبرة بل على أساس الانتماء السياسي، كل هذا أضعف الجيش السوري كثيراً".
-
-
السبت 3 حزيران 1967
- مصدر رسمي سوري صرح بأنه تم وضع الترتيبات الكفيلة بحماية مدينة دمشق من جميع الأخطار. وتم دهن مصابيح السيارات ومصابيح الساحات العامة باللون الأزرق الداكن تنفيذاً لتعليمات مديرية الدفاع المدني.
- المجلس البلدي في دمشق، أعلن أنَّه قرر التبرع بمبلغ 200 ألف ليرة سورية للجيش السوري.
- أعضاء هيئة التدريس في جامعة دمشق، قرروا التبرع بنسبة 10 بالمئة من مرتباتهم للجيش.
- “الجنرال ييغال آلون” وزير العمل الإسرائيلي، قال في اجتماع الليلة البارحة:
"إن تحقيق ثلاثة أمور سيجنب المنطقة الحرب وهذه هي: إعادة فتح خليج العقبة، وتخفيض القوات المحتشدة على الحدود، والتعهد بوقف أعمال التخريب".
- “الميجر جنرال موشيه ديان” وزير الدفاع الإسرائيلي، عقد مؤتمراً صحفياً اليوم قال فيه:
-
-
-
إنه قد فات الوقت لردة فعل عسكرية فورية على إغلاق مصر مضيق تيران في البحر الأحمر.
-
إذا حاول أحد تحقيق حرية المرور من مضائق تيران بالوسائل الدبلوماسية فليعطِ الفرصة لذلك.
-
إذا وقع صدام فسيكون غالي الثمن.
-
أن الدول العربية لديها من الجيوش والأعتدة أكثر بكثير مما لدى إسرائيل ولكن الأمر يعتمد كثيراً على مكان المعركة. مثل ذلك أنه سيكون من الصعب جداً على الجيش الإسرائيلي بعدده الحالي أن يذهب للقتال في بغداد أو القاهرة.
-
وآمل أن يكون صعباً جداً عليهم بأعدادهم المتفوقة أن يهاجموا تل أبيب، لأن عليهم أن يسيروا من قواعدهم إلى إسرائيل.
-
-
-
الأحد 4 حزيران 1967
- القيادتان القطرية والقومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا بحثتا في اجتماع مشترك اليوم تقريراً مفصلاً عن نتائج مباحثات الدكتور إبراهيم ماخوس وزير الخارجية ونائب رئيس الحكومة في رومة وباريس والجزائر وكان ماخوس قد عاد من رحلته الرسمية لتلك البلدان.
- ذكرت الأنباء أن اللاجئين السوريين في العراق طلبوا من حكومتهم السماح لهم بالعودة لاستغلال كفاءاتهم في المعركة.
الليلة التي سبقت صباح الحرب
لقد قضى معظم الشعب السوري تلك الأيام المذكورة وراء أجهزة الراديو يتلقفون الأخبار من مختلف الإذاعات. كانت أياماً عصيبةً لهم لأنَّ النخب الوطنية كانت مقتنعة أنَّ نظام البعث لم يكن كفؤاً لإحراز نصر على اسرائيل لأنه حوّل الجيش العربي السوري إلى حامية لكراسي الحكم وتثبيت سلطة الحزب التي احتكرت قدرات البلاد وقوة الموارد بذريعة التحوُّل للاقتصاد الاشتراكي الذي جعل كل مرافق الدولة مصابة بالعطب وعلى حافة هاوية الانهيار. ولما كانت الحياة الجزبية السياسية منعدمة، والحريات المجتمعية مختطفة، وسجون الظلم والاستبداد مكتظة بالوطنيين، فكان السؤال المطروح هل من نصر يلوح في الأفق؟
وقضى الشعب السوري ليلة الرابع من حزيران ليصحو على بدء حرب سُميَّ الانتصار فيه (النكسَّة).
يمكنك متابعة مراحل هذه الحرب في (تفاصيل احتلال الجولان السوري1967- الجزء الثالث.