استهلال
يُعرَفُ الدكتور طارق شندب بمواقفه المناهضة بشدة للطائفية والمذهبية، ولسياسات ميليشيا “حزب الله” في لبنان والمنطقة، ودعمه الثورة السورية منذ انطلاقها عام 2011.
هو صوت جريء ينبجس بين الفينة والأخرى عن قامة سامقة رهنت نفسها للذود عن حقوق المظلومين والمقهورين تماهياً مع اختصاصه قولاً وفعلاً خلافاً لكثير ممن يكون اختصاصه في واد وهو في واد آخر، فكم ممن درس الحقوق واختص بحقوق الإنسان، وكان العدو الأول للحقوق، وكم ممن درسَ الأدب والأخلاق وكان أبعد مايكون عن الأدب والأخلاق.
نبذة عن الدكتور شندب
يشغل د. شندب منصب أستاذ للقانون الدولي، وناشط بارز في مجال حقوق الإنسان. برز اسمه بشكل كبير بعد حادثة اختطافه من قبل ميليشيا “حزب الله” في آذار/مارس 2023، والتي لاقت ردود فعل واسعة مندِدَةً من قبل المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية. كما أنه دعم الثورة السورية منذ أنْ انطلقت عام 2011. كما أنه ناصر الشعب الفلسطيني أمام الوحشية الإسرائيلية التي تتقاطع مع الوحشية الأسدية في القتل والإجرام والسلب والاعتقال.
أبرز إنجازاته
- دفاعه عن حقوق اللاجئين السوريين في لبنان:
-
- ناضل ضد الظروف المعيشية القاسية التي يعاني منها اللاجئون السوريون في لبنان.
- طالب بتحسين أوضاعهم الإنسانية وتوفير حقوقهم الأساسية.
- انتقد بشدة سياسة الحكومة اللبنانية تجاه اللاجئين.
- مناصرته للثورة السورية:
-
- عبّر عن دعمه الثورة السورية منذ انطلاقها.
- طالب بإنهاء نظام بشار الأسد ومحاسبته على جرائمه.
- دافع عن حقوق الشعب السوري في الحرية والكرامة.
- نشاطه الحقوقي:
-
- دافع عن قضايا حقوق الإنسان في لبنان والعالم العربي.
- انتقد انتهاكات حقوق الإنسان من قبل مختلف الأطراف.
- طالب بمحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات.
اضطهاد الدكتور شندب بسبب مواقفه
- اختطافه من قبل ميليشيا “حزب الله” في آذار/مارس 2023 من قبل ميليشيا “حزب الله”.
- تعرض للتعذيب والتهديد خلال فترة اختطافه.
- أطلق سراحه بعد ضغوطات دولية ومحلية.
- ملاحقته من قبل السلطات السورية بتهمة “التعاون مع جهات إرهابية”، حيث صدرت بحقه مذكرتا توقيف.
الدكتور طارق شندب نموذج للنضال الدؤوب من أجل الحقوق والحريات. يُجسّد صموده في وجه الظلم والقمع إرادة الشعب اللبناني والسوري في التحرر والكرامة.
المُحاور: “نعيم مصطفى”
أجرت منصة “مآلات” حواراً مع “د. شندب” حول الضغوط الأخيرة التي يتعرض لها السوريون في لبنان.
سؤال:
بصفتكم محام دولي ومدافع بصوتٍ عالٍ عن المظلومين في المحاكم الدولية. هل نجحتم مرة في هز عرش مجرم ما، ودفعت به إلى المحكمة ونال عقابه؟ أم أنَّ النفاق الدولي الذي يتغنى بحقوق الإنسان حال دون ذلك؟
الجواب:
عندما نمارس عملنا كمحامين، فهذا أمر يشعرك بأن تسعى إلى رفع الظلم على المظلومين وتحاول أن تقدم للبشرية ما ينفعها، خاصة عند محاكمة هؤلاء الطغاة المجرمين.
بالتأكيد -في كثير من المرات- نجحنا في هزَِ عروش المجرمين. ولما كان هذا الأمر يحتاج إلى صبر ومعاناة، لكنَّ الحقَّ يلزمه قوَّة قانونية كي تحميه، ويتطلب إلى جهد ومتابعة لأنَّ الحق يؤخز وينتزع ولا يعطى -للأسف- في هذه الأيام بسبب النفاق الدولي. والأمثلة كثيرة منها: ثورة الشعب السوري الآن، واضطهاد شعب فلسطين منذ 1948، ومايحدث في إيجور وتركستان الشرقية …إلخ.
سؤال:
فيما يخص الشأن السوري، متى بدأت تُوليه حيزاً من نشاطك في مجال حقوق الإنسان، وكيف كان ذلك؟
الجواب:
على ما أذكر، عندما جاء المجرم وزير الداخلية السوري “محمد الشعار” إلى بيروت عام 2013 بواسطة طائرة مروحيَّة للمعالجة من جراء انفجار خليَّة الأزمة في سوريا، تقدمنا -على التوِّ- بشكوى ضده أمام النيابة العامة التميزية في بيروت لمحاكمته لكونه كان قائداً مشرفاً على تنفيذ مجزرة طرابلس الشهيرة، التي شاركت بها قوات سورية بمشاركة الطائفة العلوية ضد السُنَّة في طرابلس (باب التبانة 19/12/ 1986) والتي أزهقت فيها أرواح أكثر من 500 من أهالي المدينة إلى جانب 1000 من الفلسطينيين. وعندما أُخْرجَتْ ملفات هذه الجريمة من الأدراج بعد مرور 30 عاماً على حدوثها، علم بذلك الأمن السوري، هرَّبوا الوزير على الفور ليعود بمروحية إلى دمشق خوفاً عليه من المحاكمة. كم تشعر بالفخر وأنت تحاول أن تقدم شيء لهؤلاء الضحايا في محاكمة المجرمين. وما زلنا نحاول ملاحقة هؤلاء بجدٍ وأناة.
سؤال:
حبذا لو فسرت لنا أسباب تصاعد مطالب اللبنانيين بطرد اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان.
الجواب:
إنَّ موضوع الوجود السوري في لبنان والأزمة السورية التي يحاول اختلاقها الكثير من الساسة اللبنانيين بشأن الوجود السوري، ما زلت أتصدى لهؤلاء المتعسفين من خلال ما أقدمه مقابلات مرئية ومكتوبة حول اللجوء السوري وهو التعبير الصحيح بدلاً من الذي يستخدمه البعض بمسمى (النزوح السوري). لأنَّ لجوأهم إلى لبنان جاء عقب الثورة السورية. وكان بسبب الحرب وإجرام النظام الذي قتل مليوناً من شعبه وتدمير مساكنهم.
سؤال:
هل نحمل نظام الأسد فحسب الجرائم الفظيعة التي ارتكبت في سوريا ؟
الجواب:
كلا، ليس بمفرده. لابدَّ من توضيح أمر أساسي، هو أنَّ حزب الله -وهي ميليشيا لبنانية – بالإضافة إلى ميليشيات أخرى ذهبوا إلى سوريا على مرأى ومسمع من الحكومات اللبنانية. لقد شاركوا بقتل الشعب السوري، واستعملوا الحدود اللبنانية والمرافق اللبنانية لقتل الشعب السوري. كانوا يصوبون صواريخهم من مناطق البقاع اللبنانية باتجاه الشام و باتجاه ريف دمشق، ومنطقة القصير.
جميعهم ارتكبوا جرائم حرب، وقاموا بتهجير الشعب السوري واحتلوا أرضه وما زالوا حتى اللحظة محتلين أرضه في القصير ومضايا والزبداني وريف حمص وريف دمشق.
وحتى هذه اللحظة ما زال هؤلاء لاجئون في لبنان بفعل ميليشيا إرهابية لبنانية اسمها ميليشيا حزب الله ذهبت على مرأى ومسمع من الحكومة اللبنانية.
“طارق شندب”
وعلاوة على ذلك، سبق أنْ كان في لبنان كثر ة من السوريين يعيشون ويعملون بيننا قبل الأزمة -أو الثورة السورية- ويقدر عددهم بحوالي 700 ألف سوري. كان جلَّهم من فئة العمال وفئة رجال الأعمال الذين هرَّبوا أموالهم بعد الثورة إلى لبنان، إثر انهيار في الاقتصاد السوري. لقد وضعوا مئات المليارات من الدولارات في البنوك اللبنانية. وللأسف سرقت تلك المليارات بفعل السرقة اللبنانية الكبرى لأموال البنوك، حيث سُرقت أموال اللبنانيين والسوريين على السواء.
وبالمناسبة، لا مندوحة عن القول اعتراف بأنَّ عدد اًكبيراً من السوريين في لبنان يدخلون ويخرجون إلى مناطق النظام. وهؤلاء ليسوا باللاجئين والدولة اللبنانية تعرفهم وتعرف أنهم رجال النظام، ولكنْ تُغمض عينيها عنهم دون غضاضة. ويمكن القول أنَّ الحدود اللبنانية السورية الممتدة من البحر المتوسط إلى مناطق أعالي الجبال الشرقية اللبنانية. هذه الحدود تمتد حوالي 120-130 كم. وهي تحت سيطرة ميليشيا حزب الله وعصابات تهريب الكبتاجون والمخدرات.
هنالك أكثر من 500 معبراً غير شرعيّ تحت سيطرة تلك العصابات. وهي معروفة من قبل الدولة اللبنانية، وهؤلاء الميليشيات، هم الذين يدخلون العصابات إلى لبنان كي يقوموا بأعمال إجرامية. وطبعاً الدولة اللبنانية مقصرة في قطع تلك المعابر وتعطيلها، إنْ أرادت ذلك، لكانت تصرفت… ولكن…؟
هناك أزمة في لبنان أزمة أخلاقية وأزمة إنسانية وأزمة قانونية يريدون أن يسقطوا فساد الطبقة السياسية المتسببة في الانهيار الاقتصادي في لبنان المتراكم منذ 40 سنة، ويريدون -اليوم- أن يُحَمِّلونها للاجئ السوري… هذا أمر مرفوض وغير مقبول!
“طارق شندب”
سؤال:
من يدقق في حادثة باسكال سليمان وتداعياتها يتبين له بقليل من الجهد العقلي والعصف الذهني أن وراء الجريمة حزب الله والنظام السوري. في حين نجد أن اللبنانيين ولأول مرة معارضة وحكومة يتفقون على إدانة الخاصرة الرخوة والضحيَّة وهم اللاجئون السوريون الذين لا حول لهم ولا قوة…. كيف تقرأ الحدث؟
الجواب:
بشأن جريمة اغتيال”باسكال سليمان”، الكل يعرف أنَّ الذين يستطيعون أنْ يرتكبوا جرائم في لبنان -والذين اعتادوا ارتكاب الجرائم فيها- هم من رجال النظام السوري أو عملاء النظام السوري في لبنان، أو حزب الله. إنَّ كل جرائم الاغتيال ومنها جريمة باسكال سليمان. لقد كشفت التحقيقات أنَّ الذين شاركوا في الاغتيال -أو خطفه وقتله- هم من اللبنانيين وأفراد من السوريين الذين هم من العصابات المحميَّة بعصابات الكبتاجون والمخدرات. وهؤلاء يدخلون إلى مناطق النظام وقد تمَّ القبض على بعضهم في مناطق لبنانية سورية يسيطر عليها حزب الله، حيث توجد مكامن لعصابات السرقة والمخدرات كل عصابات السرقة والمخدرات والقتلة. هؤلاء تعرف الدولة أماكنهم، وتعرف كيف تحركاتهم.
إنَّ اللاجئ السوري لا يستطيع أنْ يقوم بمثل تلك الجريمة. إنَّ إلقاء اللوم في جريمة اقتيال باسكال سليمان على اللجوء السوري هو أمر مرفوض قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً. إنَّهُم لا يستطيعون فعل ذلك وما نَفْعَ لهم بذلك؟
“طارق شندب”
سؤال:
إذن، من هو وراء اتهام اللاجئين السوريين بارتكاب هذه الجريمة؟
الجواب:
أكيد خطاب بعض واجهات السياسة التقليديين، ومنهم الدكتور سليمان سمير فرنجيَّة، الذي أراد أنْ يمتصَّ غضب الشارع المسيحي بعد عملية اغتيال باسكال. وأقصد الشارع المسيحي لأنه بالأساس هو تابع للنظام السوري. وقد اعتاد كل من ميشيل عون وغيره، من أمثال حلفاء حزب الله دائما أنْ يروِّجوا في خطاباتهم أنهم ضد اللجوء السوري.
أما سمير جعجع له مواقف دائما لصالح الثورة السورية. ولكنْ في هذه الجريمة، أخطأ في تحميل هذه المسؤولية واستبق التحقيقات التي بَيَّنت أنَّ اللاجئين السوريين لايستطيعون أن يخرجوا من خيامهم. وأنَّ من ارتكب هذه الجريمة، هم عصابات تتبع للنظام السوري وحزب الله ومخبأة بعباءته ويستفيدون منها .
أنا كنتُ وما زلت مع ضرورة ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية. كما أنادي بوجوب ضبط موضوع اللجوء السوري وغيره جنسيات أخرى تلجأ إلى لبنان. ومن الواجبات التي لا بُدَّ من تحقيقها، ضبط الأمن وفرض تطبيقه على كل أفراد المجتمع في لبنان. كذلك ضرورة إجراء تعداد وإجراء إحصاء دقيق وصحيح. ولكنْ أنْ تُحَمَّل الجريمة لللاجئ السوري وللثورة السورية، فهذا أمر غير مقبول. لذلك يجب على سمير جعجع أن يعيد حساباته في هذا الموضوع. وأنْ يصحح ما جاء في خطابه ليكون بمثابة تقديم اعتذار لمن أساء إليهم .
نحن مع معاقبة المجرم مهما كان وكائنا من كان حتى ينال عقابه والكل مجمع على ذلك. أما محاولة رفع الصوت والاتهام السياسي لكل السوريين هذا أمر غير مقبول، خاصة وأنَّ تلك التصرفات ما هي إلى محاولة تتصف بالشعبوية الغير مقبولة.
“طارق شندب”
الوجود السوري في لبنان -اليوم- غير مُنَظَّم. الدولة والأجهزة الأمنية تعرف ذلك، لكنها فشلت بسياستها الطائفية تنظيم هذا الأمر. وبالرغم من استفادة الدولة اللبنانية من جهود اللاجئين السوريين سواء عبر العمالة -أي التوظيف في العمل- أو عبر المساعدات التي جاءت من الخارج كمساعدات من الأمم المتحدة أو مساعدات خاصة من جهات دوليَّة أو محليَّة، يتصاعد تذمر المسؤولين من وجود اللاجئين السورين.
سؤال:
مؤخرا صادق مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون مكافحة الكبتاغون 2. هل لهذا القانون تأثير حقيقي على سيد الكبتاغون بشار أم أنه مجرد حبر على ورق؟
الجواب:
شخصياً، أرى أنَّ قانون الكبتاجون ما هو إلا محاولة لتدوير الأسد. الكل يعرف أنه مجرد فقاعة، أو مجرد آداة تجعله بيد الأمريكان وبيد إسرائيل. والدليل على ذلك، ما ورد من تسريبات في الفترة الأخيرة، التي رشحت منها الفضائح عن حماية نظام الأسد . فمن المكشوف لنا هو أنَّ نظام الأسد يستديمه دعم إسرائيل وينعم بحمايتها، ومن ثمَّ يدعي العروبة ويدعي المواجهة، ويدعي المقاومة. وهؤلاء -أي المليشيات- يسيرون معه في الفلك ذاته.
ماذا سيكون مفعول قانون الكبتاجون ما داموا يعرفون أنه نظام مجرم وقاتل. وفي الوقت نفسه يستعملونه لمصالحهم لأنه في حلف الأقليات. فلو لم يكن الأسد أداة مهمة لهم، لما حاولوا حمايته.
“طارق شندب”
سؤال:
بعد أن فعل ما فعل بشار الأسد بالسوريين من مجازر يندى لها جبين الإنسانية، هل يمكن تدوير وتعويم هذا الكائن برأيكم أم أنه سينال عقابه وسُيساق إلى محكمة عادلة؟
الجواب:
أعتقد أنَّ قوانين أخرى أكثر عدلاً سوف تطال الأسد لمحاسبته على كل جرائمه. عندها لن يستطيع أحد تعويمه أو حمايته. وأستشرف -شخصياً- أنَّ التحولات في الشارع العالمي التي واكبت الجرائم الإسرائيلية في حرب غزة، لفتت العالم بأن دور الاستبداد قد انتهى. وبالتالي لن تسمح لأي مجرم أن يفلت من العقاب، وسينعكس ذلك على مصير الأسد. ولئن أخذ القصاص وقتاً طويلاً، سيرى الجميع محاسبة المجرمين، لأنَّ ما يجري في فلسطين يقارب ما يجري في الداخل السوري.
السؤال الأخير:
من المؤكد أنَّ المتغيرات التي طرأت مؤخراً على منطقة الشرق الأوسط لا بُد أن تطال مستقبلاً تمدد إيران في المنطقة العربية. فماذا تتوقعون؟
الجواب:
نعم، مركب إيران وأذنابها أصبحت تتقاذفه الأمواج التي عصفت في محيطنا. والمؤكد عندي أنَّ تقليم أظافر لإيران وتخسيس دورها كلاعب رئيسي في المنطقة، سيؤدي إلى تسريع تصادم هذه المليشيات مع الرأس الإيراني، وكذلك حدوث صدام بَيْنيٍّ في تلك المليشيات. ومن ثمَّ ينفرط عقدها وتتحرر من ارتباطها بالأجندة الإيرانية/الإسرائيلية التي كانوا يتفيئون تحت مظلتها. ومن المتوقع أيضاً تقلص حجم تصنيع المخدرات الإتجار بها. ويصبح التحرك الدولي أكثر فعالية خاصة في أوروبا في أميركا سياسياً وقانونياً. أعتقد أن المنطقة مقبلة على تغيرات واضحة وكبيرة بشأن محاسبة المجرمين. وبذلك سيتم تغيير النظام السوري. ولن يستطيع أحد أن يوقف هذا التغيير.
وبعد ذلك، يأتي دور استرجاع كل الثروات الطبيعية والمالية التي قدمها الأسد بسخاء إلى داعميه من الحلفاء. وهذا يحتاج إلى بذل جهد إضافي حقوقي وسياسي وإلى إعادة رؤية إسلامية عادلة وواضحة.
“طارق شندب”