مقدمة
في 2012/12/18، نشرتُ في مدونتي مقالاً للرد على خطاب المناوئين لثورة الشعب السوري التي اندلعت قبل أشهر للمطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد. أولئك النفر الموالي للنظام الذين انبروا يبررون تردي الأوضاع الاقتصادية بسبب نشوب الثورة، وكأنهم كانوا قبلها ينعمون بالحرية والعيش الرغيد!!!
وأتساءل اليوم هل أدرك هؤلاء النفر أنَّ الثورة لم تكن هي السبب، ,انَّ سرقة النظام لثروات البلاد أصبحت قضية ثابتة لا جدال فيها. لذلك أعيد نشر ندائي الذي جاء مع أشهر الثورة الأولى للتذكير فقط.
**** **** **** **** **** ****
إلى من يظلموننا ويتهموننا ببهدلة أوضاع سوريا من خلال الثورة..
إلى من يتهموننا أننا وراء اختفاء الكهرباء والغاز والمازوت والخبز والأهل والأصدقاء والأمن والأمان…
هل تذكرون العام الذي سبق الثورة؟ هل تذكرون فقدان المحروقات من الأسواق السورية حين خرج علينا وزير الطاقة السوري بعدة تصريحات ينفي فيها وجود أزمة مازوت بينما كان رامي مخلوف يلعب بالسوق السوداء حين احتكر المازوت مع تقاسي برودة الشتاء على السوريين خصوصاً في دمشق، وهل تذكرون نزوح أهالي القلمون ومصياف ومناطق أخرى مرتفعة هرباً من شدة برودة الشتاء لعدم توفر المازوت؟…
وهل تذكرون الطوابير الطويلة المتأملة بجرة غاز في عموم سوريا بينما كان وزير طاقة آخر ينفي وجود أزمة غاز ثم يبرر الأزمة بمشكلة تفاهم مع أذربيجان!! رغم أن سوريا تصدر الغاز إلى العالم!
مأساة النزوح
هل تذكرون معي مأساة نزوح قرابة نصف مليون مزارع بعائلاتهم من أهل الجزيرة السورية إلى مخيمات في حمص ودمشق عقب انقطاع الماء عن محافظتهم؟ وهل تذكرون معي إهمال الدولة لهم طيلة ثلاث سنوات، وتقاعسها عن حل مشكلتهم، وأكثر أنها تجاهلت حتى مأساة نزوحهم ولم تعترف بوجودهم ولا قدمت لهم مساعدة ولا مسكن، ثم عاقبت واعتقلت كل من قدم لهم مساعدة وتحدث عن مأساتهم عبر الإعلام.
احتفالية التنصيب
هل تذكرون معي الاستفتاء على بشار رئيساً؟ وكيف عاقبنا على عدم مشاركتنا في الاستفتاء بقطع الكهرباء فجأة عن ثلاثة مدن معأً هي دمشق وحمص وحماه عقب انتهاء احتفالية، التنصيب مباشرة..
تقنين الكهرباء
وهل تذكرون حملة التقنين الغير مبررة التي وصل فيها انقطاع الكهرباء حتى ثماني ساعات يومياً في عز الصيف، بينما كانت سوريا تمنح لبنان الكهرباء مجاناً وباستقرار ممتاز!
هل تذكرون معي تقافز فواتير الكهرباء لتصل إلى 15 و20 و25 ألف للدورة الواحدة، فقط حين أنشأ “رامي مخلوف” محطة كهرباء فجعت كل السوريين، فتخلّى بعضهم عن الماء الساخن في البيت اتقاء خلو الجيب؟
افتقاد المواطنين
هل تذكرون معي أهلنا وأصحابنا الذين افتقدناهم في تدمر وصيدنايا وعدرا وسجن حمص المركزي وسجن المزة سيء الصيت عالمياً، ثم تغاضينا عن ذكر أسماءهم خشية أن نلحق بهم طيلة الاثنين والأربعين عاماً القاتمة في حياة سوريا، و2005 ليس ببعيد…
من يسمع قولكم وتهكمكم على الثورة وعتابكم على نشطائها يظنّ أن سوريا قبل الثورة كانت أفضل دول العالم معيشة وأكثرها أمناً وصوناً لمواطنيها .وأنكم أنتم أهلها لكنكم كنتم الأقل خشية بين بني العالمين على أولادكم وأكثركم حرصاً على عدم الهجرة من سوريا.
العيوب تستحق العتب
بالله عليكم لا تظلموا نشطاء الثورة السورية، أولاء الذين ضحوا بدمائهم وحياتهم وأهلهم وعائلاتهم وأرزاقهم ومستقبلهم، فقط، لكي تحظوا أنتم وأولادكم أيها السوريون بكرامتكم