هزَلتْ .. قناة إعلامية لبنانية تعمل على إحداث فتنة!
على موقع Youtube، نشرت قناة “Spot Shot” في 20 تشرين الثاني 2024، فيديو بعنوان “دروز اسرائيل يزحفون الى لبنان ويحضّرون لفتنة كبيرة بوجه المستوطنات الشيعية: قافلة للحزب تتعرض لكمين!“. كما هو واضح في الصورة التالية:
ومن ثمَّ ذكرت “وكالة الأخبار الدولية” خبراً عن هذا الفيديو في صفحة الأخبار المحلية بتاريخ 2024-11-20، دون أن تتحقق من صحة هذا الخبر. وكذلك نُشر الخبر ذاته موقع “المرصد أونلاين” بتاريخ 21 تشرين الثاني 2024. السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا لم ينتشر الخبر -رغم حساسيته وأهميته – في المواقع الإخبارية اللبنانية وسواها أيضاً؟
إحترافية إعلامية .. قد تكون مزيفة
كانت مقدمة هذا الفيديو مصاغة بأسلوب إعلامي إحترافي حيث ورد تقديم الخبر:
"في احدى تلك الضربات المتكرره على مناطق الجبل ذات الاكثرية الدرزية وفي واقعة خطيرة تكشف للمرة الأولى استهدفت اسرائيل شاحنة محملة بالذخائر والصواريخ التابعة لحزب الله تحديدا في منطقة (عاريا). في ذلك اليوم تحديداً تفيد المعلومات أن قافلة سلاح تابعة لحزب كانت تسير في تلك المنطقة وعند تعرض المركبات للقصف، تفرَّقت باقي القافلة في بلدات درزية عدة لتشتيت الإنتباه حيث بحسب ما أفادت مصادر خاصة تعرضت تلك القافلة للتوقيف في أكثر من منطقة من قبل مشايخ دروز مع أهالي تلك البلدات حيث تعرضوا لأصحابها. وبالفعل تبين ان تلك الشاحنات تحمل الذخائر والصواريخ ووقعت إشكالات متفرقة بين أصحاب تلك الشاحنات مع المسلحين من حزب الله في حادثة كادت أن تعيد إينا مشاهد شاحنة "كوع الكحالة". فهل هناك من يحضر لتفجير برميل البارود الشيعي الدرزي وما علاقة الشيخ ""موفق طريف" وجماعه الداعي عمار بما يحدث بين دروز لبنان… تابعوا حتى النهاية فما سيَرد في هذا التقرير خطير جداً، وقد يكون التحذير الأخير قبل الوقوع في المحظور لا سمح الله. تلقي مصادر درزية مطلعة عبر "سبوت شوت" الضوء على مجموعات من المشايخ الدروز بدأ الاستثمار بها وبدأت تنشط على الأرض بشكل فاعل وتمتاز بالتنظيم والانضباط ولا احد …..إلخ.
كشف حقيقة الواقعة
عند تحري فديق تحرير منصة مآلات دقة الخبر ومصداقيته، تبينَّ أنَّ هذه الواقعة حدثت في عام في بلدة “شويا” في منطقة حاصبيا (جنوب لبنان)، وليس كما ورد في الفيديو بلدة (عاريا)، وقد سبق أن نشر ذلك موقع “الشرق الأوسط” في آخر تحديث: 10:26-7 أغسطس 2021 م حيث كانت التفاصيل لا تشير إلى إحداث فتنة شيعية درزية، بل قام حزب الله -آنذاك- بتوضيح مجريات الواقعة.
الضربة الإعلامية القاضية على مصداقية الفيديو
أكدت الكاتبة “فاطمة الخطيب” نفيها مصداقية حدوث الخبر بتاريخ الفيديو عبر مقالتها المنشورة في موقع “تحقق” بتاريخ 24/09/2024، تحت عنوان “الفيديو قديم وليس لطرد عناصر من حزب الله من مناطق درزية خلال الحرب الجارية”
تَوجُّس دروز سوريا من مكائد حزب الله
من المعروف أنَّ دروز سوريا تجمعهم مع دروز لبنان لُحمة بنيوية حيوية. وهذا يعني أنَّ أي مصاب يطرأ لأحدهما يصيب الطرف الأخر. وبالعودة تاريخياً إلى المناكفة السياسية والصراع بين الأحزاب الدرزية اللبنانية وبين حزب الله الشيعي في السابع من أيار 2008، التي أسست بداية استعداء حزب الله للطائفة الدرزية. ومنذ ذلك التاريخ استبطن حزب الله عدائه للدروز حيثما كانوا لعلاقتهم القوية مع الدروز المتواجدين تحت ظل الكيان الإسرائيلي تحت لواء قائدهم الروحي “موفق طريف” الذي انتخب لرئاسة المجلس الديني الأعلى عام 1997 عقب وفاة جدِّه “أمين طريف“، كما عُيّن قاضي المذهب في المحكمة الشرعية الدرزية للاستئناف ومقرها في عكا العام 2002، وفي العام 2016 عُيّن رئيساً للمحكمة. وما زال حزب الله لا يُبرِّئ دروز فلسطين المحتلة من محاباتهم للكيان الصهيوني ومخططتاته التوسعية.
إضاءة على
أحداث السابع من نيسان
هذه الأحداث جرت في العاصمة اللبنانية "بيروت" وبعض مناطق جبل لبنان بين المعارضة والموالاة. وكان سببها صدور قرارين من مجلس الوزراء اللبناني بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الذي قام بإنشائه حزب الله متجاوزاً الترخيص القانوني. وقد اعتبرت الحكومة اللبنانية أنَّ الحزب بدأ يُكوِّن له دولة داخل الدولة اللبنانية. لذلك تمَّت إقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير. الأمر الذي اعتبرته المعارضة -حزب الله أقوى فريق فيها- تجاوزاً للبيان الوزاري الذي يدعم المقاومة. ولما كانت الحكومة تعتبر في نظر المعارضة حينها «غير شرعية» بسبب تجاوزها لميثاق العيش المشترك، استُعمِلت القوة يوم 7 نيسان 2008 لردع الحكومة، إلا أنها توقفت بعد سحب الحكومة للقرارين محل النزاع.
منذ تلك الفترة إتخذ حزب الله موقفاً حاداً من الطائفة الدرزية المُسَيَّسَة بشكل يُأهِّل الكيان الإسرائيلي من محاولات استثمار بعض التوجهات الدرزية، وذلك درءاً لنجاح اسرائيل بخلق فتنه شيعيه درزيه بعد ان فشلت في خلق فتنه مسيحيه شيعيه وفتنه سنيه شيعيه مستغلة نقاط التماس الكثيره بين البلدات الشيعيه الدرزيه مثل مناطق عاليه والشوف وراشيا في(الجبل الدرزي).
في الختام
تنتشر -اليوم- تكهنات وفرضيات كثيرة حول دوافع حزب الله بالقيام في التسبب للطائفة الدرزية – أينما أقامت بإرهاصات في المستقبل. الجميع يتكهن فقط، ولكنَّ الأيام القادمات حبلى بما نجهله اليوم. ومنصة “مآلات” تربأ عن ذكر تفاصيل عشرات التكهنات والتوقعات حرصاً على عدم إذكاء نار الفتنة الخامدة تحت الرماد، تاركين للقيادات الدرزية الحكيمة أن تُدلي بدلوها في الوقت المناسب، لأنَّ المثل يقول:
“أهل مكة أدرى بشعابها”.