بداية الحكاية:
اتصال في صباح مختلف
رنّ هاتفي صباح هذا اليوم، وإذا بصديق عزيز يحدثني من مقعده على متن طائرة تستعد للإقلاع إلى نيويورك. هناك، حيث ستُعقد اجتماعات الأمم المتحدة، سيلتقي الرئيس السوري المؤقت، السيد أحمد الشرع، مجموعة من السوريين الأمريكيين الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن قضية وطنهم في أروقة السياسة الأميركية، ونجحوا في تحقيق مكاسب مشهودة داخل الكونغرس ومجلس الشيوخ.

طلب مني صديقي أن أرسل له وثيقة من أرشيفنا المشترك؛ فالنسخة التي بحوزته بقيت حبيسة جهازه المحمول في حقيبته داخل الطائرة. وكان بحاجة إليها ليطلع عليها أحد رموز الجالية السورية المعروف بينهم بلقب “أبو العلم السوري”.
الوثيقة: أكثر من مجرد أوراق
لم تكن الوثيقة المطلوبة مجرد أوراق، بل تضمنت إجابات استراتيجية صيغت بعناية لأسئلة نتوقع أن تطرحها الصحافة على هامش النشاط السياسي المرافق لحضور السيد الشرع إلى نيويورك.
قضينا الليلة السابقة في استشراف الاحتمالات ورسم ملامح المشهد القادم:
- ما الذي يريده الشرع من هذا اللقاء؟
- وأي رسالة يريد إيصالها إلى العالم من قلب الأمم المتحدة؟
الرسالة الجوهرية
ما خرجنا به لم يكن مجرد إجابات محتملة، بل رسالة تاريخية تصلح أن تُوجَّه إلى الداخل والخارج معاً:
“نحن – الشعب – من نصنع ركائز مستقبل وطننا سوريا. نجاح الحكومة الانتقالية مرهون باستكمال تحقيق ثوابت الثورة السورية، تلك الثوابت التي حاولت تدخلات الحلفاء والأصدقاء أن تغيبها، حين اختُطفت الثورة من أبنائها الأبطال الحقيقيين، وأُهرقت دماء مليون شهيد على مذبح تسويات دولية بأيدٍ ملوثة بدمائهم.”
بين الداخل والخارج: إرادة لا تُكسر
إن الثورة السورية لم تكن نزوة عابرة ولا لحظة طارئة، بل تعبيراً عن إرادة أمة بكاملها في الحرية والكرامة والسيادة.
“نحن – الشعب – نملك الإرادة والعزيمة لتمكين أي حكومة انتقالية، وفي الوقت ذاته نملك الحق في نزع هذا التفويض إذا ما تخلّت عن مبادئ العدالة والحرية والكرامة الوطنية.”
إن دماء مليون شهيد لم تُهرَق عبثاً. لقد ارتقت أرواحهم لتكون حارسة لهذا الطريق، فلا مُسًاوَمة على الحرية، ولا تنازل عن العدالة، ولا بديل عن الكرامة الوطنية.
الدرس الموجه إلى العالم
الوثيقة لم تُكتب كجواب للصحافة فقط، بل لتكون رسالة واضحة:
- أي استقرار حقيقي لن يقوم إلا على أسس الثورة.
- أي مسار يتجاهل هذه الحقيقة إنما يكرّس الأزمة ويؤجل حلها.
“قوتنا ما زالت الزيت الذي يغذي سراج الثورة، وفتيلها سيبقى مشتعلاً حتى تتحقق ثوابتها كاملة.”
خاتمة ودعاء
أختم بالدعاء لصديقي أن يوفَّق في مهمته، وأن يُحل الله عقدة لسانه ليُسْمع هذه الحقيقة لمن يعرفها ويتجاهلها، ولمن لم يعرفها بعد.

صورة افتراضية الشيباني يُقدم الشرع للأمريكان







