يستعد العميد مناف طلاس لإلقاء محاضرة محورية في معهد Sciences Po Paris للعلوم السياسية يوم السبت 13 سبتمبر، بحضور شخصيات سياسية وعسكرية وفكرية بارزة من فرنسا وأوروبا والعالم العربي. تأتي هذه المحاضرة في لحظة دقيقة من تاريخ سوريا، حيث تتشابك التحديات الداخلية مع تعقيدات المشهدين الإقليمي والدولي.
منذ انشقاقه عن النظام السوري عام 2012 ووقوفه إلى جانب الثورة ومطالب الشعب، ارتبط اسم طلاس بمحاولات إيجاد مسار وطني جامع يوازن بين ضرورات التغيير السياسي والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي السوري. وظهوره العلني في هذه المرحلة يثير تساؤلات لافتة:
-
هل يعكس حضوره حجم خطورة الوضع السياسي والاجتماعي في سوريا؟
-
هل يمهّد لولادة شراكة وطنية واسعة لإنقاذ ما تبقى من الدولة؟
-
هل يمكن اعتباره إعلاناً عن مرحلة جديدة بعد فشل السلطة والمعارضة معاً في إدارة المرحلة الانتقالية؟
-
وهل مشروعه يواجه خطر التقسيم الذي يهدد وحدة سوريا أرضاً وشعباً؟
يُعرف عن طلاس إيمانه بأن سوريا وطن لكل السوريين، بعيداً عن أي ملكية لسلطة أو فرد أو مكوّن، ووُصف بأنه شخصية غير إقصائية حريصة على الشراكة الوطنية، بما يجعله ضمانة اجتماعية وعسكرية وسياسية يحتاجها السوريون في هذه اللحظة الحرجة.
“أحمد منصور”
يدرك المجتمع الدولي أن رحيل الأسد لا يضمن الاستقرار بالضرورة، بل قد يفتح الباب أمام نزاعات جديدة إن لم تُبذل جهود حقيقية لإنقاذ الداخل السوري. أحداث السنوات الماضية، بما حملته من مآسي وضحايا، جعلت الحاجة إلى مشروع وطني جامع أكثر إلحاحاً، مشروع يستثني فقط المتورطين في الدم السوري.
المحاضرة المرتقبة قد تحمل ملامح رؤية جديدة أو إشارات أولية لمشروع إنقاذي يعيد الاعتبار لوحدة سوريا جغرافياً واجتماعياً، بعيداً عن مشاريع التقسيم أو الاستحواذ الفئوي. وقد عبّر طلاس عن رؤيته بوضوح في أحد تصريحاته الشهيرة:
"لقد ورث السوريون سفينة مثقوبة، وعلينا أن نعمل جميعاً لإنقاذها، بدلاً من أن نتركها تغرق فيغرق الجميع معها."
في ضوء ذلك، تبدو الأيادي ممدودة من جديد نحو كل الأطراف الوطنية المؤمنة بسوريا موحدة، متماسكة النسيج المجتمعي والجغرافي، قائمة على المساواة في الحقوق والواجبات، مع جعل التفوق والإنجاز معياراً للتقدير والتميّز.