المقدمة: مأزق اللحظة الراهنة وضرورة تفكيك المشروع الصهيوني
تتأكد أهمية هذا التحليل الاستراتيجي في الوقت الراهن بالتزامن مع الكشف الصارخ والمُعلن عن الأهداف التوسعية للكيان الصهيوني. لم يعد المشروع الصهيوني يُخفي أسنانه المُكشرّة، بل أعلن عن خارطة أحلامه وطموحاته علانيّة. وبات ساعياً لفرض هيمنة إقليمية تستهدف دول الشرق الأوسط في محاولة لتنفيذ حلم “إسرائيل الكبرى” الذي طالما اعتُبر مجرد خيال أيديولوجي.
لقد وصل الصراع إلى نقطة حرجة حيث صرح مسؤولون رفيعو المستوى -منهم رئيس الوزراء الإسرائيلي- عن رؤيتهم لتحقيق أرض إسرائيل الكبرى لليهود بشكل “رسمي”.1 هذا التحول من الخطاب الهامشي إلى السياسة الرسمية يمثل تهديداً وجودياً ومباشراً لجميع الكيانات الإقليمية. وتختلف التفسيرات لهذا المفهوم، لكن النطاق الجغرافي المعلن في بعض الروايات يشمل الأرض الممتدة “من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في العراق“، ما يشمل فلسطين التاريخية، وأجزاء حيوية من الأردن وسوريا ولبنان، بل ويمتد ليطال سيناء والكويت والمملكة العربية السعودية.1

إن التغاضي عن هذا التصريح العلني لا يمثل حياداً، بل يعتبر مشاركة ضمنية في تمكين تحقيق هذه الخارطة العدوانية على أرض الواقع.2 إن دولاً عربية عدة أدانت هذه المطامع واعتبرتها تهديداً للسلم في المنطقة، لكن الإدانة وحدها لا تكفي. فالكيان التوسعي الخبيث، عندما يعلن عن رغبته في احتلال دول ويظهر خريطة مطامعه، فإنه يحتم علينا تفكيك أسسه الأيديولوجية والسياسية التي يستمد منها شرعيته المزعومة وقوته المستدامة. والهدف الأساسي من هذا التقرير هو تحليل هذه الأسس، بدءاً بالادعاءات التاريخية مروراً بالآليات العقائدية التي تبرر العنف، وصولاً إلى منظومة الدعم الخارجي التي تحمي الكيان، بما يخدم استراتيجية إنهاء هذا المشروع الإمبراطوري المتجسد في “إسرائيل الكبرى“.
الركائز الأيديولوجية: التشكيك في الأساس التاريخي والأثري للكيان
يرتكز المشروع الصهيوني في مطالبته بالأرض والتوسع على سردية تاريخية مفادها أن الكيان الحالي هو امتداد طبيعي لمملكة توراتية قديمة ذات سيادة واسعة، هي مملكة داود وسليمان. إلا أن التحليل النقدي المعمق والدراسات الأثرية الحديثة تضع هذه السردية في موضع شك عميق، محولة إياها من حقيقة تاريخية إلى “أسطورة مؤسسة” تم تدوينها لأغراض سياسية وعرقية لاحقة.
الجدل الأثري حول مملكة داود وسليمان: أزمة الدليل مقابل الأسطورة
يواجه الباحثون، بما في ذلك علماء الآثار الإسرائيليون أنفسهم، خلافاً حاداً حول تاريخانية مملكة داود وسليمان. هذا الجدل يدور بين مدرستين رئيسيتين:
1.1. الفرضية التشكيكية (المنهجية): الأسطورة المستعارة
تؤكد هذه المدرسة التشكيكية، المعروفة بالرؤية “الحدود الدنيا” (Minimalist View)، أنه رغم وجود أكثر من 300 موقع أثري يتم التنقيب فيها في فلسطين التاريخية، “لم يتمكن الأثريون من العثور على أى دليل أثرى يؤكد أو حتى يشير إلى مملكة داود وسليمان” واسعة النطاق.3 هذا الغياب للدليل الأثري الداعم للوصف التوراتي الواسع النطاق يضع مصداقية المزاعم التوراتية بشأن وجود مملكة إسرائيلية متحدة أيام شاؤول وداود وسليمان موضع تساؤل جدي، ويشير إلى أنها روايات أسطورية لا تعبر عن الأحداث التاريخية الحقيقية.3
مثال معاصر:
بعد حرب 1967، استدعى الكيان الصهيوني المئات من علماء الأثار اليهود في العالم للتنقيب في فلسطين والجولان والضفة الغربية وسيناء. لم تعثر تلك التنقيبات على أي أثر أركولوجي يبرهن على أسطورة مملكة داود وسليمان. وقد كتب عالم الأثار الشهير "إسرائيل فلنكتشاين" في مقدمة كتابه آنذاك:
"ياداود وسليمان يصعب على روحي الرومانسية أنْ تقبَلَ أنكما غير موجودين لأني لم أعثر عليكما... فأستمحيكما عُذراً".

الأكثر أهمية هو الكشف عن آلية الاقتباس التاريخي. فقد تبين أن كتبَة قصص التوراة قاموا باقتباس أحداث تاريخية لشعوب وممالك أخرى في الشرق الأوسط ونسبوها زوراً لتاريخ بني إسرائيل.3 يقدم عالم المصريات البارز “أحمد عثمان” دليلاً دامغاً على أن قصة داود المتعلقة بتكوين إمبراطورية واسعة بين النيل والفرات هي في حقيقتها استعارة لرواية الإمبراطورية المصرية التي أسسها تحتمس الثالث قبل عصر داود بخمسة قرون.3 وتفاصيل المعارك المقتبسة لصالح داود لا تزال مسجلة حتى اليوم على جدران معبد الكرنك وفي سجلات حروب تحتمس الثالث. على سبيل المثال، تمثل معركة مجيدو (مجدو) التي خاضها تحتمس الثالث عام 1468 قبل الميلاد مثالاً للاقتباس، حيث صارت المدينة تعرف باسم “المجد” تعبيراً عن الانتصار المصري، وهي المعركة التي اختار كتبة سفر صموئيل الثاني اقتباسها لصالح داود بني إسرائيل.3 إن هذا الربط الأكاديمي يفكك الأساس الشرعي للتوسع الجاري حالياً، حيث أن مطالبة “إسرائيل الكبرى” بامتدادها من النيل إلى الفرات 1 تستمد جذورها التاريخية من سرقة سردية إمبراطورية مصرية قديمة (تحتمس الثالث).3

1.2. الفرضية المضادة (التأريخ الأقصى): مملكة حضرية مركزية
في المقابل، هناك باحثون، غالبيتهم ينتمون للمدرسة “الماكسيمالية” أو “المؤيدة للتأريخ الأقصى” (Maximalist View)، يرفضون التشكيك ويقدمون أدلة تدعم وجود مملكة داود في القرن العاشر قبل الميلاد ككيان “كبير ومركزي وحضري وله مركز إداري حاكم”.4
أحد أهم المواقع التي يعرضونها هو خربة كيافا في وادي إيلة. حيث قدم البروفيسور يوسف جارفينكل أدلة تشير إلى ما يلي.4:
- التأريخ الكربوني: أظهر التأريخ الكربوني للمكتشفات الأثرية أن المدينة كانت موجودة بين الأعوام 1000 و965 قبل الميلاد، وهي الفترة التي تُنسب عموماً لمملكة داود التوراتية.4
- الطابع الحضري: كانت المدينة محاطة بسور ولها بوابتان، مما يدحض ادعاءات “المبسطين” بأن مملكة داود كانت مجرد قيادة قبلية ريفية.4
- الأدلة الثقافية: تميز الهيكل التخطيطي للمنازل بخصائص فريدة لمستوطنات مملكة يهوذا، كما أن غياب عظام الخنازير يدعم كون الموقع يعود لبني إسرائيل (مملكة يهوذا) وليس لمدينة فلسطينية.4
- القدرة الإدارية: تم العثور على فخار يحمل نقشاً عبرياً، وقد تم تحديده كأقدم نقش عبري يمكن إثباته بما لا يدع مجالاً للشك، مما يشير إلى وجود “القدرة على الكتابة” ومركز إداري.4
الجدل الأكاديمي الشرس حول تأريخ القرن العاشر قبل الميلاد يوضح أن الكيان الصهيوني يقاتل ليس فقط من أجل شرعيته الحالية، ولكن من أجل تثبيت شرعيته التاريخية المزعومة. وإذا أثبتت الرؤى التشكيكية صحتها، فإن الأساس الذي تقوم عليه الأيديولوجية التوسعية (إسرائيل الكبرى) ينهار بالكامل.
لوحة مرنبتاح: تاريخانية الاسم أم إشكالية التفسير اللغوي؟
تعتبر لوحة مرنبتاح، التي أطلق عليها تعسفاً اسم “لوحة إسرائيل“، دليلاً محورياً يستميت المؤيدون لاستخدامه لتأكيد وجود “إسرائيل” التوراتية المزعومة.5 وتأتي أهمية اللوحة من أنها تتضمن إشارة في السطر 27، والتي ترجمت بشكل شائع إلى قراءات مثل “لقد أبيدت إسرائيل واستؤصلت” أو “إسرائيل أقفرت وليس بها بذرة“.5

لكن النزعة التشكيكية تتزايد، حيث يثير التحليل اللغوي الهيروغليفي الدقيق تساؤلات حول صحة القراءة. فقد اقترح باحثون قراءة الكلمة كـ “يسيرارو” أو “يزيرارو” بدلاً من “إسرائيل“.5 ويلاحظ أن مخصصات هذه الكلمة تشير إلى “أقوام أجانب، أو قبائل أجنبية، وليس إلى أرض أجنبية“، وتم رسمهم كقبيلة هزمها مرنبتاح بنفس أسلوب رسم سكان فلسطين/كنعان.5 كما أن التعبير المصري المصاحب “لم يعد له بذور [حبوب” قد يوحي بأن المقصود هو “يزريل” (سهل مرج ابن عامر)، حيث تنمو الزراعة.5
يخلص “توماس طمسن” وغيره من الباحثين إلى أن ربط اسم “إسرائيل” على النقش المصري المبكر مع “إسرائيل” التوراتية المزعومة ليس حتمياً، وأن النص المصري ربما يصف حقيقة تاريخية لا تذكرها التوراة أصلاً.5 إن استخدام هذه اللوحة كعمود فقري للدفاع عن تاريخانية الكيان يظهر فشلاً في إيجاد أدلة تاريخية واضحة وموثقة، مما يدفع المشروع الصهيوني للاعتماد على توافق أسطوري بدلاً من التاريخ المثبت.
عزرا الكاتب: مهندس الأيديولوجيا الانعزالية والعنف التأسيسي
إن الضعف في الركيزة التاريخية يتم تعويضه بقوة في الركيزة الأيديولوجية، والتي تم صياغتها بعناية بعد السبي البابلي. كان الهدف من هذا التدوين هو خلق هوية حصرية وعرقية دينية تضمن التفوق والهيمنة، وهذه العقيدة هي التي تبرر العنف المنهجي في العصر الحديث.
دور عزرا في التدوين العقائدي ووضع حجر الأساس للتفوق العرقي
يُعتبر عزرا الكاتب (أو الكاهن) شخصية محورية في صياغة العقيدة اليهودية التي أدت لاحقاً إلى الأيديولوجية الصهيونية. يعتبر بعض علماء الأنثروبولوجيا، وآخرون، أن عزرا هو “أخطر شخصية دينية ظهرت على وجه الأرض” 6، وذلك لأنه وضع “حجر الأساس لهذه المعتقدات والأساطير“.6
بعد اكتشاف ملحمة سومرية وبابلية، قام عزرا الكاتب بتأليف وتدوين مفاهيم تحولت إلى شيء مقدس حتى يومنا هذا، وتراق عليها دماء البشر.6 هذا العمل التدويني لم يكن عملاً دينياً خالصاً، بل كان تنظيماً سياسياً-عرقياً يهدف إلى إعادة بناء هوية “إسرائيل” بعد السبي، عبر ترسيخ المفاهيم الانعزالية. ويظهر هذا التركيز على النقاء العرقي والقيادة في اهتمامه بـ “جمع رؤساء من إسرائيل ليصعدوا معه” 7، مما يشير إلى عملية تنظيم هرمي تقوم على التمييز العرقي اللازم لتأسيس دولة حصرية.
إن التحليل يوضح أن العقيدة الصهيونية، التي تبرر الفصل العنصري الحالي 8، هي نتاج هذا التنظيم العقائدي ما بعد السبي.6 لقد خلقت هذه الأيديولوجيا ثنائية “نحن/الآخر” اللازمة للقومية العرقية الدينية، وجعلت العنف الموجه ضد “الآخر” مبرراً لاهوتياً لتحقيق الوعد الإلهي.
يوشع بن نون: النموذج الأبوي للتطهير العرقي
يتجسد العنف التأسيسي في السرديات التي صاغها عزرا ومن تبعوه، وعلى رأسها قصة يوشع بن نون، خليفة النبي موسى.9 هذه القصة، الواردة في “سفر يشوع“، تقدم النموذج الأبوي للهيمنة العنيفة على الأرض.
يوشع بن نون، الذي تولى قيادة بني إسرائيل، كلفه الله بالعبور إلى الأرض التي “وهبتها لكم“.9 هذه “الأرض الموعودة” تم تبرير غزوها وإزاحة سكانها الأصليين (الكنعانيين/الفلسطينيين) تبريراً لاهوتياً كاملاً. تُستخدم قصة إبادة أريحا، على سبيل المثال، كنموذج أيديولوجي متكامل في الخطاب الصهيوني لتأكيد حقهم المطلق في الأرض وضرورة إزالة أي “دخيل“.9
إن العلاقة بين التنظيم العقائدي لعزرا (الذي رسخ التفوق) والنموذج العنيف ليوشع (الذي نفذ الإزالة) هي علاقة سببية مباشرة: فالأيديولوجيا تشكل العنف، والعنف يبرر التملك. هذا التسلسل اللاهوتي هو ما يمنح الكيان الحالي القدرة على شرعنة أفعاله القاسية واللاإنسانية ضد الفلسطينيين تحت مظلة “المعتقد المقدس”.
آليات الاستدامة: الأبارتهايد والدعم الأمريكي اللامحدود
إن قدرة الكيان الصهيوني على الاستمرار رغم ضعفه التاريخي وتناقضاته الداخلية تعود بشكل أساسي إلى نظام داخلي محكم للهيمنة (الأبارتهايد)، محمي بغطاء خارجي دبلوماسي وسياسي غير مشروط توفره الولايات المتحدة، مدفوعاً بقوة اللوبيات الدينية والسياسية.
نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد): جوهر الكيان والهيمنة
أثبتت التقارير الصادرة عن كبرى منظمات حقوق الإنسان الدولية (مثل منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش) أن الكيان الصهيوني يديم “نظام الفصل العنصري” (Apartheid).8 إن هذا النظام ليس مجرد تمييز، بل هو “نظام للاضطهاد والهيمنة” يعمل بشكل ممنهج وطويل الأمد.8
-
المعاملة الممنهجة والتمييز المجحف
يتمثل جوهر الفصل العنصري في المعاملة القاسية والممنهجة القائمة على “التمييز المجحف من قبل فئة عنصرية ما من الأشخاص ضد فئة عنصرية أخرى بغرض السيطرة عليها”.8 هذا النظام يهدف بوضوح إلى الحفاظ على “هيمنة اليهود الإسرائيليين على الفلسطينيين” في جميع أنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.8
هذا التمييز مُشرعن قانونياً في العديد من جوانب الحياة:
- التمييز الداخلي: يمتد التمييز ليشمل الفلسطينيين حملة الجنسية الإسرائيلية 8 ويظهر في مجالات حيوية مثل تملك الأراضي والزواج.10 على الرغم من محاولات إسرائيل المعلنة لتضييق الفجوة الاقتصادية والتعليمية، فإن التمييز المجحف في المعاملة يظل “أمراً جوهرياً لفهم نظام الاضطهاد والهيمنة الإسرائيلي”.8
- القوانين القمعية: فشلت المحاكم الإسرائيلية في إيجاد الحلول أو وضع حد للانتهاكات، مما يؤدي إلى شرعنة الأفعال الوحشية واللاإنسانية في القانون الإسرائيلي.8
النظام العنصري هو الآلية الداخلية التي تضمن بقاء الكيان كوحدة عرقية حصرية، تتماشى مع العقيدة التي وضعها عزرا، وتبرر كل خطوة نحو تحقيق “إسرائيل الكبرى”.
-
الصهيونية المسيحية واللوبي: الضامن الأيديولوجي والسياسي
استدامة نظام الفصل العنصري تتطلب وجود درع دبلوماسي ومالي خارجي قوي، وهذا الدور يلعبه بامتياز التحالف الصهيوني-الأمريكي، لا سيما عبر قوى الصهيونية المسيحية واللوبيات المنظمة.
-
قوة الصهيونية المسيحية واللوبي اليهودي
تشكل الصهيونية المسيحية كتلة سياسية أيديولوجية هائلة في الولايات المتحدة، وهي “أكبر بكثير” من اللوبي التقليدي مثل “لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية” (آيباك).11 تقدم هذه الكتلة دعماً متواصلاً لإسرائيل وللتوسع الاستيطاني 11، وتعد عاملاً رئيسياً في توجيه السياسة الأمريكية.12
أما “آيباك” (AIPAC)، فهي تعد “أقوى جمعيات اللوبي الصهيوني“.13 تعمل آيباك عبر شبكة واسعة تضم مؤسسات وشركات وصناديق أموال ومراكز دراسات للضغط على أعضاء الكونجرس الأمريكي.13 لقد نجحت هذه المؤسسات الصهيونية في خلق شريحة واسعة من المجتمع والنخبة السياسية الأمريكية التي تؤمن بأن مصالح الكيان الصهيوني مقدمة على المصالح الخاصة بالشعب الأمريكي.12 وعندما تتعارض المصلحة الإسرائيلية مع المبادئ الدستورية الأمريكية، فإنها “تتراجع أمام ضغوط المؤسسات الصهيونية الناشطة“.12
-
تجسيد الدعم في القرارات السياسية
لقد تجسد هذا التأثير الأيديولوجي في قرارات سياسية حاسمة، خاصة في الإدارات التي تتبنى أجندات اليمين المتطرف، والتي دعمت بشكل مباشر القومية العرقية الدينية في إسرائيل.11 وتشمل الأمثلة على ذلك:
- شرعنة الاستيطان: معارضة الإجماع الدولي على عدم قانونية المستوطنات في الضفة الغربية.11
- نقل السفارة: نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس وإعلانها “العاصمة الأبدية” لإسرائيل.11
- تجاهل الحقوق الفلسطينية: دعم مشروع “صفقة القرن” وتجاهل المطالب الفلسطينية وحق تقرير المصير.11
- الانسحاب من المحاسبة: انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بحجة “تحيزه ضد إسرائيل”.11
إن استمرارية نظام الأبارتهايد ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا الدرع الخارجي.8 فآلية السيطرة الصهيونية تضمن الحصانة السياسية والدبلوماسية 11، مما يسمح للكيان بتوسيع مشروعه الاستيطاني غير القانوني نحو تحقيق الخريطة المعلنة لـ “إسرائيل الكبرى”.1 إن تفكيك هذا المشروع يتطلب بالضرورة كسر هذا الغطاء الأمريكي الأيديولوجي الذي يغذي الطموحات التوسعية.
مقارنة المدارس الأثرية | المنهجية (الحدود الدنيا) | التأريخ الأقصى (الماكسيمالية) |
الافتراض الأساسي | مملكة داود وسليمان كيان قبلي محلي صغير، أو أسطورة مستعارة. | مملكة داود وسليمان كيان مركزي حضري قوي في القرن 10 ق.م. |
الدليل الأثري الداعم | غياب الدليل الأثري الواسع. وجود أدلة على اقتباسات من تحتمس الثالث.3 | التأريخ الكربوني في خربة كيافا (1000-965 ق.م).4 |
دلالة المكتشفات | الروايات التوراتية مقتبسة من ملاحم سومرية وبابلية لأغراض التدوين بعد السبي.6 | وجود مدينة محصنة في خربة كيافا ونقش عبري قديم يؤكد القدرة الإدارية والكتابية.4 |
الهدف التحليلي | تفكيك الشرعية التاريخية المطالبة بالتوسع الإمبراطوري.3 | مواجهة “المبسطين” والتشكيك في موثوقية الوصف الكتابي.4 |
الخاتمة والدعوة للتحرك: مواجهة الخضوع والتحرر من الهيمنة
لقد كشف هذا التحليل عن نقاط الضعف الاستراتيجية في بناء الكيان الصهيوني، الذي قام على ثلاثة محاور متصلة: ركائز تاريخية وأثرية متنازع عليها بشدة 3، عقيدة انفصالية وعنصرية وضع حجر الأساس لها عزرا الكاتب بعد السبي 6، ودعم خارجي غير مشروط يوفره المحور الأمريكي-الصهيوني المسيحي.11 إن نهاية هذا الكيان ليست مجرد حتمية تاريخية، بل ضرورة جيوسياسية إقليمية ودولية.
إن الإعلان العلني عن خارطة “إسرائيل الكبرى” يضع المنطقة بأسرها في خطر وجودي. وكما أشار المراقبون، فإن هذه المطامع تشكل مصيبة على العالم العربي.2 إن الحياد أو السكوت عن هذه الاستراتيجية التوسعية المعلنة يعني القبول بتفكيك الدول الإقليمية.
إن التحرر من هذا الخطر يبدأ بإنهاء الحلقة المفرغة للدعم الخارجي عبر تفكيك الدعم الداخلي. وعليه، فإن التحفيز يتوجه مباشرة إلى الشعوب العربية التي يجب عليها أن تدرك أن مصيرها مرتبط بضرورة التصدي والوقوف ضد حكامها الذين يمارسون الخضوع للإملاءات الصهيونية التي تدعمها الولايات المتحدة بقوة منذ نشوء دولة الكيان في فلسطين عام 1948.
إن السيطرة الصهيونية على القرار السياسي الأمريكي 12 تسمح بتطبيق سياسات العنف والهيمنة، وتستمد قوتها من ضعف الأنظمة الإقليمية وخضوعها. لذلك، فإن الحل الاستراتيجي يكمن في رفض التبعية لهذا المحور الأيديولوجي والسياسي، والعمل على تفكيك شبكة السيطرة الصهيونية على القرار العربي، لضمان أن يكون مصير المنطقة في يد شعوبها، وليس تحت إملاءات كيان توسعي أعلن عن خريطة تدميرية لأمنها ووجودها. إن التحرك الفوري والفاعل لمواجهة هذا الكيان التوسعي، والتحرر من الخضوع السياسي، هو السبيل الوحيد لضمان الأمن الإقليمي وإفشال مشروع “إسرائيل الكبرى” قبل أن يستكمل حلقاته التدميرية.
تنويه: من يرغب في نهل المزيد من التفاصيل المتعلقة في جوهر أفكار محتوى المقال، يجدها عند الدخول إلى روابط المصادر أدناه.
Works cited
- 9 إجابات توضح أطماع الاحتلال في مشروع “أرض إسرائيل الكبرى” | سياسة – الجزيرة نت, accessed September 30, 2025, https://www.aljazeera.net/politics/2025/8/14/9-%D8%A5%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D9%88%D8%B6%D8%AD-%D8%A3%D8%B7%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9
- شبكات | ما “إسرائيل الكبرى” التي يؤمن بها نتنياهو؟ – YouTube, accessed September 30, 2025, https://www.youtube.com/watch?v=W4xfQs7x-LE
- مملكة داود وسليمان العبرية أو هام لا نهاية لها – Ahl Alquran, accessed September 30, 2025, https://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=10335
- أدلة جديدة على قيام مملكة داود عرضت في مؤتمر دولي لدراسة الشرق الأدنى …, accessed September 30, 2025, https://al-aleem.science/evidence-for-the-existance-of-david-kingdom-0705104
- مسألة “إسرائيل” في لوحة مرنبتاح | الجزيرة نت, accessed September 30, 2025, https://www.aljazeera.net/blogs/2017/6/7/%D9%85%D8%B3%D8%A3%D9%84%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D9%85%D8%B1%D9%86%D8%A8%D8%AA%D8%A7%D8%AD
- عزرا الكاتب لماذا يعد أخطر كاهن في التاريخ؟ – YouTube, accessed September 30, 2025, https://www.youtube.com/watch?v=u2_Sc1SFtP8
- سفر عزرا-الأَصْحَاحُ السَّابِعُ – Coptic Orthodox Church, accessed September 30, 2025, https://copticorthodox.church/bible/%D8%B3%D9%81%D8%B1-%D8%B9%D8%B2%D8%B1%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8E%D8%B5%D9%92%D8%AD%D9%8E%D8%A7%D8%AD%D9%8F-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%91%D9%8E%D8%A7%D8%A8%D9%90%D8%B9%D9%8F/
- أسئلة وأجوبة: نظام الفصل العنصري (أبارتهايد) الإسرائيلي ضد الفلسطينيين نظامٌ قاسٍ يقوم على الهيمنة وجريمة ضد الإنسانية – منظمة العفو الدولية, accessed September 30, 2025, https://www.amnesty.org/ar/latest/research/2022/02/qa-israels-apartheid-against-palestinians-cruel-system-of-domination-and-crime-against-humanity/
- قصة يشوع بن نون | قصص الأنبياء وأدعية النبي داود, accessed September 30, 2025, https://www.mediterraneanarabictranslation.com/ar/yeshua-servant-of-musa
- العنصرية في إسرائيل – ويكيبيديا, accessed September 30, 2025, https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
- الصهيونية المسيحية وخطورة استثنائيتها | الشبكة – Al-Shabaka, accessed September 30, 2025, https://al-shabaka.org/briefs/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7/
- التأثير الصهيوني على الولايات المتحدة: انعكاسات على المصالح الوطنية للشعب الأمريكي, accessed September 30, 2025, https://www.yecscs.com/article/327
- سيطرة الصهيونية اليهودية المسيحية على الكونجرس سر العداء الأمريكي للمسلمين – الثورة نت, accessed September 30, 2025, https://althawrah.ye/archives/734691