مالات .. سورية رؤى مستقبلية

سورية.. رؤى مستقبلية

Search
Close this search box.
Facebook X-twitter Youtube
  • الصفحة الرئيسية
  • تداعيات الاحداث
  • رأي
  • حوارات
  • ملفات
  • ذاكرة وطن
    • بناة التاريخ
    • حضارة ومدن
    • معارك تاريخية
    • سرديات
    • متفرقات
  • الصفحة الرئيسية
  • تداعيات الاحداث
  • رأي
  • حوارات
  • ملفات
  • ذاكرة وطن
    • بناة التاريخ
    • حضارة ومدن
    • معارك تاريخية
    • سرديات
    • متفرقات
Facebook X-twitter Youtube
Menu
  • الصفحة الرئيسية
  • تداعيات الاحداث
  • رأي
  • حوارات
  • ملفات
  • ذاكرة وطن
    • بناة التاريخ
    • حضارة ومدن
    • معارك تاريخية
    • سرديات
    • متفرقات
الرئيسية رأي

دراسة حالة في قابلية التأثر المعلوماتي: خدعة ترامب، التجربة السورية، وحتمية المرونة

دور قادة المجتمع ووسائل الإعلام في تعزيز "درع الوعي" الجماعي ضد الآثار المدمّرة للحرب الناعمة التي تُشن عبر المعلومات.

د. جورج توما د. جورج توما
2025-09-01
في ... رأي
0 0
A A
0
دراسة حالة في قابلية التأثر المعلوماتي: خدعة ترامب، التجربة السورية، وحتمية المرونة

دراسة حالة في قابلية التأثر المعلوماتي: خدعة ترامب، التجربة السورية، وحتمية المرونة

0
شارك
215
المشاهدات

استهلال

يحلل هذا التقرير حملة التضليل الفيروسيّة التي أحاطت بحالة الرئيس السابق دونالد ترامب الصحية في أواخر أغسطس 2025، باعتبارها دراسة حالة محورية في حرب المعلومات الحديثة. ورغم تفنيد هذه الشائعات بسرعة في بيئة إعلامية مستقرة، إلا أن الحادثة تُمثل استعارة صارخة للفراغات المعلوماتية ونقاط الضعف النفسية التي يجري استغلالها بلا هوادة في المجتمعات المتأثرة بالصراعات، ولا سيما في سوريا. يربط التقرير بشكل مباشر بين آليات خدعة ترامب – التي استغلت فراغاً معلوماتياً مؤقتاً، وتصريحات رسمية مبهمة، وتحيزات موجودة مسبقاً – ويربطها مع حملات التضليل الممنهجة التي تستهدف الشعب السوري. ويفصّل كيف تُستخدم هذه التكتيكات، في غياب المؤسسات الحكومية الموثوقة والمشهد الإعلامي المشتت، لتغذية الطائفية، وخلق “حقائق متباينة”، وإعاقة المصالحة السياسية والعدالة الانتقالية. في الختام، يقترح هذا التحليل إطاراً قوياً لبناء المرونة المجتمعية، مقدماً مجموعة أدوات للتفكير النقدي الفردي، وموضحاً دور قادة المجتمع ووسائل الإعلام في تعزيز “درع الوعي” الجماعي ضد الآثار المدمّرة للحرب الناعمة التي تُشن عبر المعلومات.

I. مقدمة: خدعة وصلت أصداؤها إلى العالم

يُعدّ المقصد من هذا التقرير هو دراسة حادثة عالمية لا تتعلق بشكل مباشر بالشأن السوري، بل هي دعوة صريحة للوعي الجماعي. إنّ موجة الشائعات التي اجتاحت وسائل الإعلام العالمية مؤخراً حول صحة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ليست مجرد خبر عابر، بل هي نموذج حي لكيف يمكن للمعلومات المضللة أن تهزّ استقرار المجتمعات، حتى تلك التي تتمتع ببيئة إعلامية ومؤسسات قوية. إن هذا الحدث، بكل ما فيه من تفاصيل، يُقدّم درساً حاسماً، ويضع أمامنا حقيقة مفادها أن هشاشة الحقيقة هي نقطة ضعف عالمية، لكن تأثيرها يتضخم بشكل كارثي في المجتمعات التي تفتقر إلى أنظمة معلوماتية مرنة. تشريح خدعة ترامب يوضح لنا آليات حملة التضليل، بينما السياق السوري يكشف لنا عن العواقب الوخيمة لهذه الآليات عندما تُطبّق في مجتمع مجزّأ ويفتقر إلى مصدر موثوق للحقيقة. إنها حرب ناعمة قد تُفرغ الثورة من مضمونها وتُحرف بوصلة التضحيات تحت شعارات زائفة من “سلام” و”تطبيع” [User Query].

II. تشريح الخدعة: حالة الشائعات حول صحة دونالد ترامب

الشرارة: فراغ معلوماتي ومحفزاته

بدأت القصة مع غياب دونالد ترامب عن الظهور العلني خلال عطلة عيد العمال في عام 2025، حيث كان جدول أعماله الرسمي فارغاً بشكل غير معتاد. شكّل هذا الغياب المؤقت فراغاً معلوماتياً حاسماً، سرعان ما تم ملؤه بالتكهنات بدلاً من الحقائق. إن أي شخصية عامة بهذا الحجم تخلق توقعاً بوجودها المستمر، وعندما يغيب هذا الوجود، حتى لو كان لأسباب شخصية، تُترك مساحة فارغة تُملأ بالخيال والتكهنات. هذا المبدأ الأساسي في تدفق المعلومات كان الشرارة التي أشعلت النار.  

الوقود: أعراض جسدية وتصريحات غامضة

لم تكن الشائعات مجرد فراغ معلوماتي، بل تغذّت على مجموعة من العناصر الواقعية التي أضفت عليها المصداقية. فقد تم تداول صور تُظهر كدمات في يد ترامب وتورماً في كاحله، مما عزز الرواية القائلة بتدهور حالته الصحية. جاء رد البيت الأبيض ليزيد من الغموض، حيث أوضح أن الكدمات ناتجة عن كثرة المصافحة وتناول الأسبرين المرتبط بالدورة الدموية. ورغم أن هذا التوضيح قد يبدو منطقياً، إلا أنه كان غير كافٍ.  

إضافة إلى ذلك، جاءت تصريحات نائب الرئيس، جيه.دي. فانس، لتصب الزيت على النار. ففي مقابلة، أشار فانس إلى أنه مستعد لتولي الرئاسة في حال وقوع “مأساة فظيعة”، رغم تأكيده على أن ترامب يتمتع بصحة جيدة وطاقة لا تُصدّق. أضاف هذا التصريح، رغم أنه كان حذراً، طبقة من الشرعية السياسية للشائعات.  

لم تقتصر الأنباء على ذلك، بل تضمنت سلسلة من المزاعم غير المؤكدة التي تم ربطها بالقصة، مثل إلغاء ترامب لعطلته الصيفية، وزيادة غير مبررة في طلبات البيتزا إلى مبنى البنتاغون، ومزاعم بوجود عدد غير عادي من سيارات الإسعاف في واشنطن العاصمة. إن هذا النوع من حملات التضليل لا يعتمد على كذبة واحدة كبيرة، بل يربط مجموعة من الحقائق المنفصلة أو الأحداث العادية (مثل طلبات البيتزا) ويضعها في سياق يثير العواطف أو الشك، ما يجعلها تبدو جزءاً من مؤامرة أكبر. هذه العملية تتجاوز التحليل المنطقي وتجذب العقول نحو التفكير المؤامراتي، وهو ما يجد أرضاً خصبة في المجتمعات التي لا تثق بمؤسساتها الرسمية.  

مضخّم التضليل: دور الإعلام والإنترنت

لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في تضخيم هذه الشائعات. فقد انتشرت الوسوم مثل #TrumpIsDead و#WhereIsTrump بسرعة على منصة X (تويتر سابقاً). كما تم إعادة تدوير خدع قديمة، مثل المقطع المزعوم من مسلسل “ذا سيمبسونز” الذي تنبأ بوفاة ترامب في أغسطس 2025، ليتبين لاحقاً أن الفيديو قد تم تعديله باستخدام الذكاء الاصطناعي. إن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي تفضل المحتوى الذي يحظى بتفاعل عالٍ ويثير العواطف، بغض النظر عن مدى صحته، مما يجعلها منصات مثالية لانتشار التضليل.  

تفنيد الحقائق: الرد الرسمي

ما ميز هذه الحالة هو سرعة تفنيد الشائعات. فقد ظهر ترامب علناً في 30 أغسطس 2025، وهو في طريقه لممارسة رياضة الغولف مع حفيدته في فيرجينيا، وهو ما نفى شائعة وفاته بشكل قاطع. كما أكد البيت الأبيض وآخرون، مثل “ستريمر” / أمريكي/، أن الرئيس بصحة جيدة. لقد كان التفنيد السريع للشائعات في الولايات المتحدة ممكناً لأن هناك، على الرغم من الاستقطاب السياسي، العديد من المصادر الموثوقة (وكالات أنباء، تصريحات رسمية) القادرة على تأكيد أو نفي المزاعم بسرعة. وهذا على النقيض تماماً من المشهد في سوريا، حيث لا تتوفر مثل هذه البنبة التحتية الموثوقة والموثوق بها على نطاق واسع.  

III. الواقع الطبي: القصور الوريدي المزمن (CVI)

تظهر حملات التضليل الأكثر تطوراً عندما لا تخترع الأكاذيب من فراغ، بل تستغل الحقائق الواقعية وتشوّهها لخدمة أهدافها. هذا ما حدث بالضبط مع حالة ترامب الصحية. تشير تقارير طبية رسمية، تم الكشف عنها في يوليو 2025، إلى أن ترامب يعاني من حالة تسمى “القصور الوريدي المزمن” أو (Chronic Venous Insufficiency).  

القصور الوريدي المزمن هو حالة شائعة وغير مهددة للحياة، تحدث عندما تصبح الأوردة في الساقين غير قادرة على إعادة الدم إلى القلب بكفاءة، مما يؤدي إلى تجمع الدم في الأطراف السفلية ويسبب تورماً، ودوالي، وكدمات.  

إن حقيقة أن ترامب كان قد تم تشخيصه بالفعل بهذه الحالة الطبية أضفت طبقة من المصداقية على رواية تدهور صحته. وبهذا، لم تكن الحملة تروج لمعلومات خاطئة تماماً، بل أخذت حقيقة طبية قابلة للتحقق (تشخيص القصور الوريدي المزمن) وشوّهت دلالاتها، فجعلت الحالة تبدو أكثر خطورة مما هي عليه. هذا التكتيك الماكر يُظهر أن الحقيقة ليست دائماً درعاً ضد التضليل، بل يمكن أن تتحول إلى أداة لخدمة الأكاذيب.  

IV. البوتقة السورية: حرب المعلومات في مرحلة ما بعد الصراع

الفراغ المعلوماتي المستمر: من سيطرة الدولة إلى التشرذم

في سوريا، لم يؤدِ انهيار نظام الأسد إلى بيئة إعلامية حرة، بل على العكس. لقد ترك انهيار وسائل الإعلام الرسمية التي كانت تسيطر عليها الدولة فراغاً معلوماتياً عميقاً. تم ملء هذا الفراغ بسرعة بنظام بيئي رقمي مجزأ وغير مُنظّم وغالباً ما يكون عدائياً. منصات التواصل الاجتماعي، التي كانت في السابق شريان حياة للحصول على معلومات غير خاضعة للرقابة، تحولت إلى أرض خصبة لحملات التضليل الموجهة.  

الهاسبارا منظمات التضليل الإسرائيلي
الهاسبارا منظمات التضليل الإسرائيلي

الطائفية كهدف رئيسي

في سوريا، لا يُمثّل التضليل مجرد نتيجة ثانوية للصراع، بل هو سلاح أساسي في حد ذاته. فغالباً ما تستغل حملات التضليل الانقسامات العرقية والدينية لخلق “روايات موازية” و”حقائق متباينة“. وهذا يجعل المصالحة والحوار بين المجتمعات أمراً مستحيلاً، لأنها لم تعد تشترك في فهم مشترك للأحداث.  

على سبيل المثال، انتشرت معلومات مضللة حول ارتكاب فظائع مزعومة في مجتمعات طائفية معينة، مثل الطائفة العلوية أو الدرزية. وعندما تم تفنيد هذه الادعاءات الكاذبة، أدى ذلك عن غير قصد إلى إبطال مصداقية الانتهاكات الحقيقية التي وقعت بالفعل، مما شكّل ضربة مدمرة للحقيقة والعدالة. وهذا يخلق مفارقة خطيرة: فمع التعرض المستمر للتضليل، يتطور لدى السكان حالة من الشك العميق لا تفرق بين الحقيقة والباطل. الهدف النهائي لحرب المعلومات هذه ليس إقناع الناس بكذبة معينة، بل جعلهم يشكّون في كل شيء، مما يؤدي إلى شلل معلوماتي. إن عدم تصديق بعض المجتمعات السنية للوفيات الحقيقية للمدنيين العلويين بعد تفنيد ادعاءات مزورة عن "الإبادة الجماعية" هو تجسيد مرعب لهذه المفارقة.  

العامل المستغل

تجلّيه في خدعة ترامب تجلّيه في السياق السوري العواقب

الفراغ المعلوماتي

جدول أعمال عام فارغ، غياب مؤقت عن الأنظار.  

انهيار الإعلام الرسمي للدولة بعد سقوط النظام.  

ارتباك عام مؤقت في حالة ترامب، بينما في سوريا يؤدي إلى فراغ دائم تُملأه روايات متنافسة.

التحيزات النفسية

الانقسام السياسي الحاد بين مؤيدي ترامب ومعارضيه.  

الانقسامات الطائفية والسياسية العميقة بين المجتمعات المختلفة.  

تأثر مؤقت بالمعلومات المضللة في حالة ترامب، بينما في سوريا يؤدي إلى انقسامات مجتمعية دائمة ومتباينة.

استغلال الأحداث القائمة

تضخيم تشخيص طبي حقيقي (القصور الوريدي المزمن) واستغلاله.   استغلال حوادث العنف الطائفي الحقيقية أو المفبركة لتأجيج الكراهية.  

إضافة مصداقية زائفة للخدعة في حالة ترامب، بينما في سوريا يؤدي إلى إعاقة جهود المصالحة والعدالة.

الفاعلون وأجنداتهم

تتجاوز حرب المعلومات في سوريا مجرد “الأخبار الكاذبة” لتشمل شبكة معقدة من الفاعلين ذوي الأهداف الاستراتيجية.

  • الدول الخارجية: تستخدم قوى مثل روسيا وإيران حملات التضليل للتأثير على مشهد ما بعد الأسد. كما أن النظام نفسه استغل التضليل تاريخياً لتشويه سمعة المعارضة، بربطها بإسرائيل على سبيل المثال.  
  • الجهات غير الحكومية: تستخدم الفصائل المتنافسة، مثل هيئة تحرير الشام (HTS)، التضليل لتقويض معنويات خصومها وتعزيز مكانتها السياسية. كما يتم إنشاء مواقع إلكترونية مزيفة وحسابات وهمية لمحاكاة المصادر الرسمية أو الموثوقة.  
  • المستقلون والمحتالون: يتم استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة من خلال عمليات احتيال عبر الإنترنت، والتي لا تؤدي فقط إلى إلحاق الضرر المادي بالضحايا، بل أيضاً إلى تآكل الثقة في منظمات الإغاثة الحقيقية.  

دراسات حالة في الخداع: التكاليف الخفية

قدّمت المصادر أمثلة ملموسة تُظهر الأثر الحقيقي للتضليل على الأرض.

  • خدعة “المعتقل المحرر”: تم استخدام تقرير مزيف من قناة CNN زُعم فيه تحرير أحد المعتقلين لتشويه سمعة رواية حقوق الإنسان المشروعة، وذلك باستخدام شخصية عميل استخباراتي سابق كشخصية رئيسية. هذا النوع من التضليل يعيق بشكل مباشر جهود العدالة الانتقالية.  
  • شائعة “عودة ماهر الأسد”: تسببت شائعة حول عودة ماهر الأسد بدعم روسي في حالة من الذعر وإطلاق النار الاحتفالي في قرى بأكملها، ما يوضح كيف يمكن لادعاء كاذب أن يؤدي إلى أحداث حقيقية مزعزعة للاستقرار.  
  • حملة التضليل التي قادتها هيئة تحرير الشام: تم استخدام مقاطع فيديو مزيفة لـ”استقالة” الأسد لتضخيم مكاسب هيئة تحرير الشام العسكرية، مما يدل على أن التضليل يخدم بشكل مباشر الأهداف العسكرية والسياسية.  

V. بناء درع الوعي: إطار عمل للمرونة المجتمعية

إنّ بناء القدرة على الصمود في وجه التضليل ليس مجرد جهد فردي، بل هو عملية مجتمعية تتطلب جهداً من الأفراد والمؤسسات على حد سواء.

استراتيجيات عملية للأفراد

  • التحقق من المصدر: قبل تصديق أي قصة أو مشاركتها، يجب التحقق من مصدرها. يجب التساؤل: هل هي من وسيلة إخبارية رسمية أم من حساب “مستقل” لا يحظى بالمصداقية ؟  
  • تحليل المحتوى: يجب الانتباه إلى لغة الخبر. الأكاذيب غالباً ما تستخدم لغة عاطفية مبالغ فيها، وقواعد لغوية ركيكة، وصوراً منخفضة الجودة. كما يمكن استخدام أدوات البحث العكسي عن الصور للتحقق من مصدر الصور ومقاطع الفيديو.  
  • التحقق المتقاطع: مقارنة المعلومات بين مصادر متعددة ومتنوعة. فإذا كانت نفس المعلومة مؤكدة في عدة قنوات موثوقة، فاحتمالية صحتها أعلى.  
  • الوعي الذاتي: يجب إدراك كيف يمكن للتحيزات الشخصية والحاجة للانتماء أن تجعل الأفراد أكثر عرضة للمحتوى المثير للعواطف ونظريات المؤامرة.  
المبدأ الاستراتيجي الخطوة العملية الأداة/المورد الموصى به
التفكير النقدي

لا التفاعلي

قبل المشاركة، اسأل: هل هذه المعلومة مصممة لإثارة رد فعل عاطفي قوي؟ الوعي الذاتي والانتباه إلى التحيزات الشخصية.  
التحقق من المصدر هل تعرف الحساب أو الموقع الإخباري الذي ينشر القصة؟ هل لديه مؤهلات مناسبة؟ مواقع التحقق المستقلة مثل Snopes أو AFP Fact Check.  
تحليل المحتوى هل القصة مكتوبة بلغة عاطفية، وهل بها أخطاء إملائية أو نحوية؟ هل الصور تبدو حقيقية؟ أدوات البحث العكسي عن الصور مثل Google Image Search.  
التحقق المتقاطع هل يمكنك العثور على نفس القصة في مصادر أخرى موثوقة ومتعددة؟ استخدام محرك بحث عادي، أو Google Fact Check Explorer للبحث عن أخبار تم تفنيدها مسبقاً.  

دور قادة المجتمع والإعلام

لتحقيق المرونة على المدى الطويل، يجب على المجتمع تبني استراتيجيات جماعية:

  • ملء الفراغ: يجب العمل على إنشاء قنوات معلومات موثوقة، محلية، ومجتمعية لملء الفراغ الذي خلفه غياب الإعلام الرسمي.  
  • تعزيز القدرات: يمكن بناء شبكات محلية للتحقق من الحقائق، وتوفير التدريب للصحفيين وقادة المجتمع على كيفية مواجهة التضليل.
  • تكييف الأدوات العالمية: في حين أن الأدوات العالمية للتحقق من الحقائق ذات قيمة، يجب تكييفها لتناسب السياق المحلي، مثل التعامل مع المحتوى باللغة العربية أو الشائعات المرتبطة بأحداث محلية وحساسيات مجتمعية.  

VI. خلاصة: من قابلية التأثر إلى السيادة

لقد كشفت خدعة ترامب عن ضعف عالمي في العصر الرقمي، بينما أظهرت التجربة السورية العواقب المدمرة لهذا الضعف. إن المشكلة لا تكمن في “الأخبار الكاذبة” فحسب، بل في تآكل الحقيقة المشتركة والواقع الموحد الذي يجمع المجتمعات. ففي غياب الثقة بالمؤسسات الإعلامية والسياسية، يتحول التضليل إلى سلاح فعال يمكن أن يقوّض الجهود من أجل الاستقرار والعدالة والمصالحة.

يُظهر هذا التحليل أن حرب المعلومات ليست مجرد ظاهرة هامشية، بل هي جزء لا يتجزأ من الصراعات الحديثة. وفي السياق السوري، فإنها تُعدّ عقبة أساسية أمام أي مستقبل مستقر. إنّ التفنيد السريع لشائعة ترامب كان ممكناً بفضل وجود بنية تحتية إعلامية ومؤسساتية قادرة على الاستجابة، وهي بالضبط البنية التي يُعمل على تدميرها في سوريا.

في النهاية، يظل الوعي هو خط الدفاع الأول والأهم. إنّ محاربة التضليل لا تتم فقط عبر الكشف عن كل كذبة على حدة، بل من خلال بناء ثقافة مجتمعية من التفكير النقدي والشك الصحي. إن الثورة السورية التي تكللت بالتضحيات الكبرى يجب أن تُحرس بوعي صافٍ وبصيرة حاضرة، حتى لا تصبح ضحية لحرب ناعمة لا تُرى بالعين المجردة، والتي تُشن على عقول الشعب وتُفرّق صفوفه.

إن محو الأمية المعلوماتية ليس مهارة سلبية، بل هو عمل من أعمال المقاومة، فمن خلال الانخراط الفعّال والنقدي مع المعلومات، يمكن للشعب السوري أن يستعيد روايته، ويحمي مستقبله، ويمنع الحرب الناعمة من تحويل ثورته التي نالت بشق الأنفس إلى نصر باهظ التكلفة.

          
Tags: أداة لخدمة الأكاذيبالتفكير المؤامراتيالفراغ المعلوماتي في سورياحرب المعلومات الحديثةخدعة ترامب
المقالة السابقة

هل يمكن أن يكون طعامك “الصحي” سبباً في مرضك؟

المقالة التالية

أقدم لجوء سياسي مدوّن تاريخياً: قصة الأمير إدريمي

د. جورج توما

د. جورج توما

بدافع من شغفي بجذوري السورية، أتجوّل في المشهد الإعلامي الأمريكي كي أسد الفجوة بين الثقافات، وألقي الضوء على جوهر الحضارة السورية وأهميتها بهدف التصدي لأبواق الإعلام المضللة التي تجانب الواقع.

متعلق بـ المقاله

إيلون ماسك يواجه دونالد ترامب: البيت الأبيض يهتز على وقع المال والتكنولوجيا
رأي

إيلون ماسك يواجه دونالد ترامب: البيت الأبيض يهتز على وقع المال والتكنولوجيا

ماجدولين كرابيت
2025-07-24
تغيير العالم رهان خاسر... لكن نسف مقولة "فالج لا تُعالج" قد يكون بداية الطريق
رأي

تغيير العالم رهان خاسر.. لكن نسف مقولة “فالج لا تُعالج” قد يكون بداية الطريق

مايا سمعان
2025-07-14
اليد السورية: أولى بالإعمار من فوضى الفقر إلى سيادة التنمية
رأي

اليد السورية أولى بالإعمار: من فوضى الفقر إلى سيادة التنمية

عامر عبد الله
2025-06-30
دماء على مذبح السلم الأهلي..كنيسة مار إلياس تحكي قصة سوريا الجريحة
رأي

دماء على مذبح السلم الأهلي: كنيسة مار إلياس تحكي قصة سوريا الجريحة

بهنان يامين
2025-06-28
عقلية القطيع... هل أنت متورط فيها دون أن تدري؟
رأي

عقلية القطيع… هل أنت متورط فيها دون أن تدري؟

مايا سمعان
2025-06-26
انبلج الصباح لكن الضباب يُخفيه..سوريا ما بعد الثورة
رأي

انبلج الصباح لكن الضباب يُخفيه: سوريا ما بعد الثورة

ياسر أشقر
2025-06-19
المقالة التالية
أقدم لجوء سياسي مدوّن تاريخياً: قصة الأمير إدريمي

أقدم لجوء سياسي مدوّن تاريخياً: قصة الأمير إدريمي

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

أحدث المقالات

  • أقدم لجوء سياسي مدوّن تاريخياً: قصة الأمير إدريمي
  • دراسة حالة في قابلية التأثر المعلوماتي: خدعة ترامب، التجربة السورية، وحتمية المرونة
  • هل يمكن أن يكون طعامك “الصحي” سبباً في مرضك؟
  • مؤتمر “أربعاء حمص” يجمع أكثر من 13 مليون دولار لدعم التعليم والصحة والبنى التحتية في المدينة
  • آخر رئيس: نبوءات أم هسبرة ممنهجة؟

أحدث التعليقات

  1. Jake Dicki على مؤتمر “أربعاء حمص” يجمع أكثر من 13 مليون دولار لدعم التعليم والصحة والبنى التحتية في المدينة
  2. Verla Powlowski على مؤتمر “أربعاء حمص” يجمع أكثر من 13 مليون دولار لدعم التعليم والصحة والبنى التحتية في المدينة
  3. Johnathan Hackett على مؤتمر “أربعاء حمص” يجمع أكثر من 13 مليون دولار لدعم التعليم والصحة والبنى التحتية في المدينة
  4. Timmy Zieme على مؤتمر “أربعاء حمص” يجمع أكثر من 13 مليون دولار لدعم التعليم والصحة والبنى التحتية في المدينة
  5. Dorothea Rosenbaum على مؤتمر “أربعاء حمص” يجمع أكثر من 13 مليون دولار لدعم التعليم والصحة والبنى التحتية في المدينة

ارشيف مآلات

4793 - 477 (267) 1+
E-mail - support@maalat.info
مالات .. سورية رؤى مستقبلية
DMCA.com Protection Status
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • سياسة الخصوصية
  • معايير النشر
Menu
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • سياسة الخصوصية
  • معايير النشر
جميع الحقوق محفوظة © بموجب قانون الألفية لعام 2023 - مآلات - سورية .. رؤى مستقبلية

إضافة قائمة تشغيل جديدة