سردية سياسية من تاريخ الحضارة السورية

في قلب متحف لندن البريطاني، يتجلى أثرٌ حجريٌّ صامتٌ يروي حكاية قديمة، لا تزال أصداؤها تتردد في حاضرنا المضطرب. إنه تمثال الملك إدريمي، الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد (1)، ويحمل على جسده نقشاً مسمارياً يُعد من أهم عشرين وثيقة مسمارية تم العثور عليها على الإطلاق.(3) يروي هذا التمثال قصة لجوء سياسي فريدة، وقعت أحداثها في منطقة شمال سوريا، وتحديداً في حلب، التي لا تزال حتى اليوم مركزاً للأحداث التاريخية ومسرحاً للنزوح.(3)

إن قصة إدريمي تقدم مفهوماً مغايراً لما نعرفه عن اللجوء السياسي في العصر الحديث. فبينما يعتمد اللجوء اليوم على أطر قانونية دولية ومؤسسات مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (5)، لم يكن هذا الفهم موجوداً في الألفية الثانية قبل الميلاد.(8) كان اللجوء آنذاك محكوماً بعوامل أخرى: العادات الدينية التي تمنح الحماية في الأماكن المقدسة، والأعراف الاجتماعية مثل “كرم الضيافة” (xenia)، والتحالفات السياسية القائمة على المنفعة المتبادلة.(9) وتُظهر رحلة إدريمي كيف أن اللجوء لم يكن مجرد فرار، بل كان عملية معقدة تتضمن مراحل متعددة: من الهروب السياسي إلى البحث عن حماية عائلية، ثم التحالف مع فئة اجتماعية مهمشة، وأخيراً، الحصول على دعم إمبراطوري يضمن العودة والتمكين.(11)

الفصل الأول: أمير في قلب عاصفة الشرق القديم

لتقديم قصة إدريمي بشكل كامل، يجب أولاً وضعها في سياقها التاريخي. ففي منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد، كانت منطقة شمال سوريا مسرحاً لصراع جيوسياسي بين قوى عظمى.(12) كانت مملكة يمحاض، وعاصمتها حلب، تمثل قوة إقليمية مهيمنة في شمال بلاد الشام.(14)

كانت تسيطر على دويلات تابعة لها مثل ألالاخ (تل العطشانة حالياً في تركيا)، والتي كانت عاصمة مملكة موكيش المحلية.(16) وقد واجهت يمحاض منافسة شرسة من الإمبراطورية الحيثية الصاعدة في الأناضول، والإمبراطورية الميتانية القوية التي سيطرت على شمال الهلال الخصيب.(15) كانت هذه الصراعات والتحالفات المتغيرة هي الخلفية التي شكلت مصير الأمير إدريمي.(12)

وفقاً للنقش المسماري على تمثاله، اضطر إدريمي للفرار من حلب بعد “حادثة عدائية” غير محددة وقعت بين والده والملك الحاكم.(3) وبصفته الابن الأصغر بين سبعة أشقاء (3)، وجد نفسه وعائلته مجبرين على اللجوء إلى مدينة إيمار، الواقعة على نهر الفرات، والتي كانت موطن أقارب والدته.(11) وعلى الرغم من أن إيمار وفرت لهم الأمان، إلا أن النقش يكشف عن دافع إدريمي للفرار مجدداً. فبينما كان إخوته الأكبر سناً راضين بالبقاء، رأى إدريمي أن العيش في إيمار كان بمثابة “الخضوع والتبعية“.(11) هذا الشعور العميق بالمهانة والضيق، الذي يتجاوز مجرد الفرار من الخطر، يكشف عن طموح سياسي أكبر لديه. لم يكن إدريمي يبحث عن الأمان فحسب، بل كان يسعى لاستعادة “ميراثه” العائلي و”لقب النبيل العظيم” الذي فقده.(11) هذا الطموح هو ما دفع قصته إلى أبعد من مجرد حكاية لاجئ، ليجعلها قصة سعي سياسي

الفصل الثاني: سنوات العبور في أرض كنعان

بعد فراره من إيمار، عبر إدريمي الصحراء متجهاً إلى أرض كنعان، التي يذكر النقش أنها كانت موطناً لأشخاص من حلب وموكيش ومناطق أخرى.3 وهناك، انضم إدريمي إلى مجموعة من “محاربي الخابيرو”.(1) سرعان ما تعرف اللاجئون من حلب على إدريمي كابن سيدهم، وتجمعوا حوله، فنصبوه زعيماً لهم.(3)

يُعتبر مفهوم “الخابيرو” أحد أكثر الجوانب إثارة للجدل في النقش. فقد ورد ذكرهم في نصوص قديمة من مناطق مختلفة في الشرق الأدنى، بما في ذلك بلاد الرافدين ومصر وسوريا.(22) من الأهمية بمكان أن نفهم أن مصطلح “الخابيرو” لم يكن يشير إلى مجموعة عرقية معينة، بل كان تصنيفاً اجتماعياً أو وظيفياً. كانوا يُوصفون بأنهم “متجولون” أو “مرتزقة” أو “خارجون عن القانون” أو “عبيد أصبحوا كذلك باختيارهم”.(22) وهذا يختلف تماماً عن مفهوم الهوية العرقية أو القبلية.(24)

ورغم وجود تشابه لغوي بين كلمة “خابيرو” و”عبرانيين” (Hebrews)، فإن هذا التشابه لا يثبت بالضرورة وجود علاقة تاريخية مباشرة.(26) يرى معظم الباحثين أن هذا المصطلح كان يُستخدم لوصف فئة اجتماعية من المهمشين، وليس مجموعة عرقية.(23)

لقد كان انضمام إدريمي إلى الخابيرو خطوة حاسمة في رحلته. فبعدما كان أميراً خسر كل شيء، وجد في هذه الجماعة المهمشة قاعدة دعم ومصدر قوة. لم يجد مأوى فحسب، بل وجد جيشاً من “المنبوذين” واللاجئين، استطاع أن يُحوّلهم إلى قوة عسكرية.(11) هذه العلاقة تظهر بوضوح كيف أن اللجوء يمكن أن يكون مصدراً للتمكين السياسي في أوقات الفوضى. إن قصة إدريمي تبرز كيف يمكن للمجموعات المهمشة أن تشكل قوى مؤثرة، بل ومغيرة للتاريخ، عندما تجد زعيماً ذا رؤية يوجه طاقاتهم.

ولم يكن سعيه للعودة عسكرياً فقط، بل كان روحياً أيضاً. فالنقش يذكر أن إدريمي قضى سبع سنوات مع الخابيرو، كان خلالها يمارس “طقوس التكهن” (Extispicy) ويقدم القرابين للإله تيشوب، إله العواصف.(3) وفي العام السابع، لاحت له بارقة أمل عندما أظهرت طقوسه علامات إيجابية، فقام ببناء السفن وتجهيز القوات، ليعود إلى موكيش عن طريق البحر.(11) هذا الجانب الروحي يوضح كيف كان الدعم الإلهي يُعتبر في ذلك العصر أمراً حاسماً لإضفاء الشرعية على السلطة السياسية.

الفصل الثالث: العودة والتحول: من لاجئ إلى ملك

 بعد سبع سنوات من النفي، عاد إدريمي إلى موكيش، موطنه القديم.(11) وبمجرد أن وصلت الأخبار إلى بلاده، توافدت عليه البلدان المجاورة، بما في ذلك نيي ونوحاشه وموكيش نفسها، وقدموا له الماشية الصغيرة والكبيرة، وعقدوا معه تحالفاً.(11) لم تكن عودته مجرد انتصار عسكري، بل كانت جزءاً من مناورة سياسية أوسع.

لقد كان إدريمي يواجه تهديداً مستمراً من الملك الميتاني القوي باراتارنا.(11) بدلاً من المواجهة المباشرة، أرسل إدريمي مبعوثاً إلى باراتارنا مذكراً إياه بـ”التحالفات والمعاهدات التي أبرمها أسلافنا”.(11) هذا يشير إلى أن استعادته لعرشه كانت قائمة على التفاوض الدبلوماسي والولاء، وليس القوة وحدها. أقر الملك الميتاني بالمعاهدات القديمة، وتلقى الجزية من إدريمي، الذي أقسم له بالولاء، ليصبح ملكاً تابعاً له.(11) لقد نجح إدريمي في تحويل وضعه من لاجئ إلى ملك بفضل مزيج من القوة، والدعم الشعبي، والذكاء السياسي في التعامل مع القوى العظمى.

بعد توليه العرش، أظهر إدريمي قدراته كحاكم. قاد جيشه وغزا سبع مدن تابعة للحيثيين.(11) كما قام بإعادة توطين السكان وتوفير الأمن لهم، وبنى قصراً جديداً، ووزع الغنائم على قواته وأصدقائه.(11) هذه الإنجازات لم تكن مجرد مكاسب سياسية، بل كانت تحقيقاً لوعده لنفسه عندما كان لاجئاً في إيمار.(11) لقد عاد ليصبح “نبيلاً عظيماً” واستعاد تراثه بالكامل، مانحاً شعبه الاستقرار والازدهار.(11)

الفصل الرابع: التمثال: شاهد عيان من الحجر

تمثال إدريمي هو السجل المادي لقصته الاستثنائية. تم اكتشافه من قبل عالم الآثار البريطاني السير ليونارد وولي في عام 1939، خلال أعمال التنقيب في موقع تل العطشانة (ألالاخ القديمة) في جنوب تركيا.(29) وُجد التمثال داخل أنقاض معبد، وكان قد تعرض لأضرار بالغة: رأسه وقدميه مكسورة، وتم إسقاطه عمداً عن قاعدته، مما يشير إلى تدميره المتعمد خلال غزو أو حرب أهلية حوالي سنة 1100 ق.م..(29)

التمثال نفسه منحوت من حجر الدولوميت المغنسيتي الأبيض الصلب، وتظهر عليه تفاصيل دقيقة، مثل عينيه المطعمتين بالزجاج والحجر الأسود.(29) أما أهميته الحقيقية فتكمن في النقش المسماري الأكادي الذي يغطي كامل جسده.(2) وهو سيرة ذاتية فريدة من نوعها، مكتوبة بضمير المتكلم، وتوفر نافذة لا تقدر بثمن على الحياة السياسية والثقافية في العصر البرونزي.(11) كما يحمل التمثال نقشاً إضافياً على خده الأيمن، يُقال إنه يصدر من فم إدريمي مباشرة، ويقدم بركة لكل من يقرأ قصته ويتعلم منها.(3)

يتم عرض التمثال حالياً في الغرفة رقم 57 بالمتحف البريطاني، ويُوضع خلف حاجز زجاجي لحمايته من التآكل بسبب حالته الهشة.(2) وللحفاظ على هذا الأثر الثمين وإتاحته للدراسة، قامت مؤسسة “فاكتوم” (Factum Foundation) والمتحف البريطاني بمسح رقمي للتمثال باستخدام تقنيات المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد والتصوير الفوتوغرافي عالي الدقة.(3) هذا الجهد الرقمي ليس مجرد تحديث تقني، بل يتيح للباحثين دراسة النقش بدقة لا مثيل لها دون تعريض الأثر للخطر. كما أنه يتيح للجمهور العالمي التفاعل مع التمثال واستكشاف تفاصيله من خلال نماذج ثلاثية الأبعاد متاحة على الإنترنت.(3)

جداول توضيحية

1. الجدول الزمني لحياة الملك إدريمي

2. مفهوم “الخابيرو” في المصادر القديمة

3. القوى السياسية في عصر إدريمي (القرن 15 ق.م.)

خاتمة: إدريمي.. حكاية تتكرر في التاريخ

تُعد قصة إدريمي تذكيراً قوياً بأن الأزمات الإنسانية والسياسية التي نراها اليوم ليست بجديدة، وأن جذورها تمتد عميقاً في تاريخ البشرية. فقصة إدريمي، الأمير الطموح الذي أصبح لاجئاً، ثم عاد ليحكم مملكته، هي شهادة خالدة على المثابرة البشرية في وجه المحن.

وعلى الرغم من أن السياقات السياسية والقانونية للجوء قد تغيرت جذرياً، فإن الجوهر الإنساني لقصة إدريمي لا يزال ينطبق على واقعنا. إنها قصة فقدان الوطن، الغربة، البحث عن الأمان، الأمل في العودة، وإعادة بناء الذات. كما تقدم القصة بعداً فريداً ونادراً، وهو “الهجرة العكسية”، حيث تمكن اللاجئ من العودة إلى موطنه ليحكمه، وهو ما يندر حدوثه في العصر الحديث. هذا التحول يعكس أن اللجوء في العصور القديمة كان يمكن أن يفتح آفاقاً للتمكين السياسي لم تكن متاحة في الأوضاع الراهنة. وبذلك، يظل تمثال إدريمي شاهداً صامتاً، لا يروي حكاية من الماضي فحسب، بل يطرح تساؤلات حول طبيعة اللجوء والنزوح، ويؤكد على أن الروح البشرية في سعيها للنجاة والمثابرة، تتجاوز حدود الزمان والمكان.

___________________________

المصادر والمراجع

1. Idrimi – Wikipedia, accessed September 1, 2025, https://en.wikipedia.org/wiki/Idrimi
2. Statue of Idrimi – Google Arts & Culture, accessed September 1, 2025, https://artsandculture.google.com/asset/statue-of-idrimi/JAEO4HMjKGBaxQ?hl=en
3. Idrimi, the 3,500-year-old refugee | British Museum, accessed September 1, 2025, https://www.britishmuseum.org/blog/idrimi-3500-year-old-refugee
4. The Adventures of Idrimi, the Refugee Prince of Aleppo (Bronze Age History) – YouTube, accessed September 1, 2025, https://www.youtube.com/watch?v=HkuLhe1lHIk
5. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين | مفوضية اللاجئين, accessed September 1, 2025, https://www.unhcr.org/ar
6. اللاجئون | الأمم المتحدة – the United Nations, accessed September 1, 2025, https://www.un.org/ar/global-issues/refugees
7. طلب اللجوء والتسجيل – المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المملكة العربية السعودية, accessed September 1, 2025, https://help.unhcr.org/ksa/faqs/%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A1-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%84/
8. Refugee Timeline – USCIS, accessed September 1, 2025, https://www.uscis.gov/about-us/our-history/stories-from-the-archives/refugee-timeline
9. Right of Asylum | History Commons, accessed September 1, 2025, https://history-commons.net/topics/right-of-asylum/
10. Experiences of Migration in Classical Antiquity | Visualising War, accessed September 1, 2025, https://arts.st-andrews.ac.uk/visualising-war/2022/08/supplication-class-and-gender-in-classical-antiquity/
11. Abraham and Idrimi – BYU ScholarsArchive, accessed September 1, 2025, https://scholarsarchive.byu.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1511&context=jbms
12. قش امللك ادرميي ملك االالخ ن Inscription of King Idrimi, King of Alakh, accessed September 1, 2025, https://scopmajd.com/wp-content/uploads/2024/08/1-6-1.pdf
13. Imperial and Local: Audience and Identity in the Idrimi Inscriptions – Journal.fi, accessed September 1, 2025, https://journal.fi/store/article/view/88220/66843
14. حلب من دمار المغول إلى دمار “الأسد”(بروفايل) – Anadolu Ajansı, accessed September 1, 2025, https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%AD%D9%84%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%88%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%8A%D9%84/707539
15. يمحاض – ويكيبيديا, accessed September 1, 2025, https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B6
16. ألالاخ – ويكيبيديا, accessed September 1, 2025, https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE
17. Alalakh – Wikipedia, accessed September 1, 2025, https://en.wikipedia.org/wiki/Alalakh
18. دجلة ينحسر عن مدينة قديمة.. زاخيكو عاصمة إمبراطورية الميتانيين التي كشف عنها الجفاف, accessed September 1, 2025, https://www.aljazeera.net/culture/2022/11/27/%D8%AF%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D9%8A%D9%86%D8%AD%D8%B3%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%B2%D8%A7%D8%AE%D9%8A%D9%83%D9%88-%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9
19. ميتاني – ويكيبيديا, accessed September 1, 2025, https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A
20. Look at Idrimi’s statue and receive his blessing – The History Blog, accessed September 1, 2025, https://www.thehistoryblog.com/archives/46769
21. Alalakh – The History Files, accessed September 1, 2025, https://www.historyfiles.co.uk/FeaturesMiddEast/SyriaBronze_Alalakh01_Full.htm
22. الخـابيرو – عبيرو, accessed September 1, 2025, https://www.alhesn.net/play/9930
23. Ancient Egypt: Who were the ‘Apiru’? | by Sophie A. Joseph | Smorgasbord of History, accessed September 1, 2025, https://medium.com/smorgasbord-of-history/ancient-egypt-who-were-the-apiru-a5c77dfd54a0
24. Who were the Habiru and what is their connection to the Israelites? – Quora, accessed September 1, 2025, https://www.quora.com/Who-were-the-Habiru-and-what-is-their-connection-to-the-Israelites
25. Who are the Habiru of the Amarna Letters? – Digital Commons @ Andrews University, accessed September 1, 2025, https://digitalcommons.andrews.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1280&context=jats
26. العبيرو ليسوا العبرانيين – المجموعة 194, accessed September 1, 2025, https://group194.net/article/100771
27. إدريمي – ويكيبيديا, accessed September 1, 2025, https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D9%85%D9%8A
28. Yamhad dynasty – Wikipedia, accessed September 1, 2025, https://en.wikipedia.org/wiki/Yamhad_dynasty
29. تمثال إدريمي – ويكيبيديا, accessed September 1, 2025, https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%85%D8%AB%D8%A7%D9%84_%D8%A5%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D9%85%D9%8A
30. تاريخ وحضارة مملكة ألالاخ الميتانية – الكردية (الحلقة الأولى), accessed September 1, 2025, https://www.kurdipedia.org/default.aspx?q=20230410215424481245&lng=17
31. statue | British Museum, accessed September 1, 2025, https://www.britishmuseum.org/collection/object/W_1939-0613-101?selectedImageId=1613080026
32. The Statue of Idrimi – Factum Foundation, accessed September 1, 2025, https://factumfoundation.org/our-projects/digitisation/the-statue-of-idrimi/
33. Idrimi – A 3D model collection by The British Museum (@britishmuseum) – Sketchfab, accessed September 1, 2025, https://sketchfab.com/britishmuseum/collections/idrimi-d87bd9925f894f6eb675c29dd82d502e