تنويه:
"لا يهدف هذا المقال إلى التقليل من شأن النصر العظيم أو نسف مآثره، ولا هو محاولة للتشهير أو التجريح بأحد، بقدر ما هو دعوة لضبط البوصلة نحو ثوابت الثورة السورية الأصيلة. فالنصر الحقيقي لا يكتمل إلا حين يثلج صدور من ابتهجوا لردع العدوان، وحين يصبح أحمد الشرع جديراً بقيادة سوريا المستقبل عبر استحقاق ديمقراطي حرّ، يمثله صندوق اقتراع وبرلمان يجسّد وجدان الشعب، لا عبر منطق (من يحرّر يقرّر)."
مقدمة: تضحيات كبرى وانتصار مُكلف
بعد نضالٍ دام قرابة 14 عاماً منذ عام 2011، حققت الثورة السورية أخيراً انتصارها المنتظر بإسقاط نظام الطاغية بشار الأسد. جاء هذا النصر بثمنٍ باهظ، إذ قُدِّر عدد الشهداء بحوالي مليون شهيد، فضلاً عن مئات الآلاف من المصابين بإصاباتٍ بالغة تركت في أجسادهم وإعاقتهم مدى الحياة. كما دفع عنف الحرب الملايين إلى النزوح الجماعي يُقدَّر بـ «أكثر من 12 مليون» شخص سوري أجبروا على النزوح أو التهجير (داخل البلاد أو خارجها).
وهكذا شُرِّد الملايين عن مدنهم وقراهم ليقطنوا البراري ومخيمات اللجوء في ظروف إنسانية قاسية. ما زالت هذه المأساة الإنسانية تمثّل نقطة سوداء تُدين الحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد الشرع لتقصيرها في الإسراع بمعالجة قضية النزوح إلى المغتربات والداخل أيضاً، بالرغم من مسؤوليتها الفعلية عن إدارة شؤون البلاد.
لكن رغم طيّ صفحة النظام السابق، برزت مخاوف من سيناريو مألوف تكرّر عبر التاريخ الثوري: “الثورة التي تأكل أبطالها”. هذا التحذير يُنبّه الثوار السوريين المنتصرين إلى ضرورة عدم التسامح تفادياً للوقوع في الأخطاء القاتلة التي حوّلت ثوراتٍ كبرى – كالثورة الفرنسية مثلاً – إلى ساحات لتصفية الحسابات الداخلية وإقصاء قادتها وروّادها الأوائل.
فما الذي جرى بعد النصر؟ وهل بدأت الثورة السورية فعلاً تأكل بعض أبنائها وقادتها تحت حكم الأمر الواقع الجديد؟
مثال: مشهد من إحدى مراكز توزيع المساعدات للنازحين السوريين: تسببت الحرب في تهجير وتشريد ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها – رابط أحد الفيديوهات التي تروي المأساة
الظروف المعيشية القاسية في المخيمات ما زالت تمثل وصمة في سجل السلطات الجديدة
هيمنة الفرد وتكرار أخطاء الماضي
مع انهيار النظام السابق في ديسمبر 2024، تولّى أحمد حسين الشرع مقاليد السلطة كرئيسٍ لحكومة انتقالية في دمشق، ورغم خطابات الشرع التي حاول فيها إظهار التواضع ورفض السلطة، إلا أن الوقائع تشير إلى مسار مختلف تماماً. فقد استأثر الشرع بصلاحيات واسعة وتركيز سلطات غير مسبوق في يده منذ الأيام الأولى للمرحلة الانتقالية: فإلى جانب منصب الرئيس المؤقت، نصب نفسه أيضاً رئيساً للحكومة والقائد العام للقوات المسلحة ورئيساً لمجلس الأمن القومي المُنشأ حديثاً. وبموجب إعلان دستوري انتقالي 2025 صاغه فريق مُوالٍ له، سيشغل الشرع هذه المناصب كلها طوال فترة انتقالية حددها بنفسه بخمس سنوات. هذا الجمع الواسع للسلطات أعاد إلى الأذهان هيمنة الفرد التي عانى منها السوريون طويلاً في ظل حكم عائلة الأسد، مما أثار مخاوف من استبدال طاغية بطاغية آخر. ولم يتوقف الأمر عند تركيز السلطات فحسب، بل تعداه إلى تفشّي المحسوبية و توزيع المناصب على الأقارب والمقرّبين. تشير تقارير صحفية إلى أن الشرع انتهج سياسة “الأسد” ذاتها بوضع عائلته أولاً في مفاصل الدولة الجديدة.
أمثلة من واقع المشهد السوري
- على سبيل المثال، عين شقيقه الأكبر ماهر الشرع أميناً عاماً لرئاسة الجمهورية – وهو منصب قوي في قلب النظام الجديد – بعدما كان قد منحه سابقاً حقيبة وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة بعيد سقوط الأسد. (ماهر الشرع، الذي درس في روسيا ومتزوج من سيدة روسية ذات نفوذ، أصبح همزة وصل بين دمشق وموسكو بحكم علاقاته الوثيقة هناك.)
- كذلك برز شقيق آخر لأحمد الشرع هو Hazem الشرع (حازم) إلى الواجهة، حيث رافق أخاه في زياراته الخارجية، وتُشير تقارير إلى احتمال تولّيه موقعاً مؤثراً في مجلس الاستثمار لجذب أموال إعادة الإعمار.
- ولم يقتصر الأمر على الأشقاء؛ إذ أوردت أنباء تعيين أفراد آخرين من عائلة الشرع – بمن فيهم أصهاره – في مناصب عليا على المستويين الوطني والمحلي.
يُظهر هذا النمط من التعيينات أن الولاء الشخصي بات المعيار الأول لشغل مواقع السلطة الجديدة، في تكرار مؤسف لنهج المحسوبية الذي عُرف عن نظام الأسد. هكذا يكافئ الشرع المقرّبين ويحصّن حكمه العائلي على حساب مبادئ الثورة في الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص.
فصائل جهادية… من شركاء في الثورة إلى متقاسمين للغنيمة
على الصعيد العسكري و السياسي، اعتمد الشرع على القوة الضاربة لفصيله الجهادي هيئة تحرير الشام (HTS) في إحكام السيطرة على دمشق ومعظم أنحاء البلاد مع نهاية 2024. وهذه الهيئة، التي تشكلت من تحالف فصائل إسلامية متشددة أبرزها جبهة النصرة سابقاً، ما زالت تحمل فكراً سلفيّاً جهاديّاً متشدّداً رغم محاولاتها التبرؤ العلني من تنظيم القاعدة. وبعد سقوط النظام، برز تحدٍّ جديد: كيفية التعامل مع الفصائل الجهادية الأخرى التي ساندت الثورة، بما فيها المقاتلون الأجانب الذين قَدِموا لنصرة السوريين. بدلاً من تفكيك هذه الجماعات أو نزع سلاحها، اختار الشرع دمج الكثير منها في هيكلية القوات المسلحة الجديدة. فقد كشفت مصادر دفاعية سورية عن خطة لدمج نحو 3,500 مقاتل أجنبي سابق من الفصائل الجهادية ضمن الجيش الوطني الجديد في فرقة مستقلة (هي الفرقة 84) تضم أيضاً مقاتلين سوريين.
معظم هؤلاء المقاتلين الأجانب ينحدرون من تركستان الشرقية (الإيغور) ومن دول آسيوية مجاورة، وقد شكّلوا سابقاً عموداً فقرياً للوحدات “الانغماسية” النخبوية في صفوف هيئة تحرير الشام خلال الحرب.
وافقت الولايات المتحدة على هذه الخطوة بشرط ضمان الشفافية، مفضّلةً استيعاب المقاتلين المتشددين “شديدي الولاء” للنظام الجديد داخل مشروع الدولة بدل تركهم معزولين كقنابل موقوتة قد تنجرف إلى أحضان تنظيمات إرهابية كداعش أو القاعدة.
مخاوف مستقبليّة
غير أن هذا الدمج للفصائل يطرح إشكاليات خطيرة على المدى الطويل. فبدلاً من بناء جيش وطني احترافي موحّد، نجد أن القوة العسكرية والأمنية في سوريا الجديدة تقوم على تشكيلات من جماعات عقائدية مسلحة يدين قادتها بالولاء الشخصي للشرع ولأيديولوجيا جهادية عابرة للحدود. العديد من قادة هذه الفصائل، سوريين كانوا أم أجانب، حصلوا على نفوذٍ واسع وربما مناصب أمنية و سياسية في ظل رعاية الشرع لهم. وهكذا تتحول الثورة المسلحة التي قادها أبطال مخلصون لتحرير الوطن إلى مزيج من الميليشيات التي تتقاسم السلطة و الغنائم فيما بينها. هذا الواقع يثير مخاوف من صراعات داخلية على النفوذ بين تلك المجموعات نفسها مستقبلاً، لا سيما أن بعض الفصائل الجهادية التي كانت حليفة بالأمس قد تختلف مصالحها غداً في مرحلة بناء الدولة.
أشار محللون إلى أن هيئة تحرير الشام ورغم هيمنتها لم تنجح تماماً في تهميش كل الفصائل الجهادية المنافسة التي تعاونت معها ضد النظام، مما يعني أن توترات مكبوتة قد تطفو على السطح لاحقاً.
غياب الديمقراطية… لغة الثورة تُستبدل بخطاب التكفير
رغم كل الحديث عن “سوريا جديدة” بعد الأسد، يلاحظ المراقبون غياباً تاماً لمفهوم الديمقراطية في خطاب القيادات الجديدة المنبثقة من عباءة الجهادية. فخطابات أحمد الشرع وزملائه تخلّت عن أدبيات الدولة المدنية و التعددية السياسية، لتحل محلها مصطلحات مستمدة من التراث الإسلامي بمفهومٍ متشدد. فعلى سبيل المثال، بدلاً من الحديث عن الانتخابات وصندوق الاقتراع، كثر الحديث عن مجالس “الشورى” كمصدر لاتخاذ القرار – وهي مجالس غالباً ما تُعيَّن تعييناً من قِبل القيادة نفسها لضمان الولاء. كما برز التأكيد على عقيدة “الولاء والبراء” التي تشدّد على موالاة المؤمنين ونبذ غيرهم، بما يعني تقسيم المجتمع طائفياً وتصنيف المختلفين فكرياً أو عقائدياً في خانة “الكفار” و المرتدين. وليس مستغرباً في هذا السياق أن يتبنى أتباع الشرع خطاباً تكفيرياً متشدداً تُبرَّر فيه أعمال عنفٍ انتقامية ضد جماعات دينية أو عرقية مُعيَّنة بدعوى أنهم أعداء الدين. وقد شهدت الأشهر الأولى بعد سقوط النظام حوادث مأساوية تؤكد هذا النهج؛ إذ اتُهمت ميليشيات محسوبة على الحكومة الجديدة بارتكاب مجازر انتقامية بحق أبناء الأقلّيات غير السُنيَّة. فعلى سبيل المثال، في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، اندلعت اشتباكات دامية في تموز 2025 بين فصائل محلية وقوات حليفة للنظام الجديد، وأشارت مصادر مختلفة – استغلها مسؤولون إسرائيليون إعلامياً لتبرير تدخلهم في تقسيم سوريا– إلى تورط ميليشيات موالية للشرع بارتكاب مجازر ضد المدنيين الدروز هناك
رغم نفي الشرع لاحقاً استهدافه المتعمّد لأبناء السويداء وتعهده بحمايتهم، تبقى الثقة مهزوزة؛ إذ يرى الكثيرون في تلك الأحداث دليلاً على هيمنة العقلية الإقصائية العنيفة لدى بعض القوى الصاعدة، والتي لا تؤمن حقيقةً بالتعايش والمواطنة المتساوية. إن أيديولوجيا هيئة تحرير الشام ما زالت سلفية جهادية في جوهرها.
من الجليّ أنَّ ذلك الخطاب يجانب المفاهيم الحديثة للدولة الوطنيّة المدنيّة الديمقراطيّة، ويستأثر بفكرة إقامة نظام قائم على تفسيرها المتشدد للشريعة. ومن مظاهر ذلك استمرار تهميش النساء والأقليات في العملية السياسية، واستبدال هياكل الدولة المدنية بهياكل ولاء ديني وعشائري. في المحصلة، لا وجود لكلمة “ديمقراطية” في معجم الحكم الجديد؛ فصناديق الاقتراع أُفرغت من مضمونها قبل أن تُملأ، وحلّت محلها بيعاتٌ شكلية و مجالس صُورية لا تغيّر من حقيقة القبضة الحديدية في الحكم شيئاً.
دروس التاريخ: الثورة الفرنسية نموذجاً
إنّ هذا المسار الذي تسلكه الثورة السورية المنتصرة يذكّرنا بقوة بمصير ثورات تاريخية عظيمة بدأت بمثل ما بدأت به من شعارات الحرية والعدالة، لكنها انزلقت سريعاً إلى اقتتالٍ داخلي وصراعٍ على السلطة أودى بأبرز رموزها. ولعل الثورة الفرنسية (1789) تقدم المثال الأبرز على ظاهرة “الثورة تأكل أبناءها”؛ فقد انطلقت تلك الثورة ضد الملكية المطلقة باستبسال قادتها وشعبها، لكنها ما لبثت أن دخلت طوراً دموياً عُرف بـ“عهد الإرهاب” أصبحت فيه المقصلة هي الحكم والفيصل حتى بين رفاق الدرب. لقد صعد الثائر الفرنسي جورج جاك دانتون كأحد أبرز قادة الثورة الفرنسية مدافعاً شرساً عن مبادئها ومطالبها الشعبية، وساهم بقوة في إسقاط النظام الملكي وإقامة الجمهورية. لكنه في خضم تصاعد التطرّف الثوري دعا إلى التهدئة وإنهاء حملات الإعدام العشوائية التي قادها رفيقه السابق روبسبيير. هذا الموقف كلّفه غالياً، إذ اتُّهم بالخيانة والتآمر على الثورة. وبالفعل، في ربيع عام 1794 اعتقل دانتون مع عدد من رفاقه بتدبيرٍ من لجنة السلامة العامة التي يسيطر عليها روبسبيير وأنصاره المتشددون سيق دانتون إلى محاكمة صورية منع خلالها حتى من الدفاع عن نفسه أو استدعاء الشهود، وصدر الحكم بإعدامه. في الخامس من نيسان 1794، صعد دانتون بثبات إلى المقصلة في ساحة الثورة (كونكورد حالياً) وتم قطع رأسه أمام الجماهير الثائرة.
تروي المصادر أنه واجه مصيره بشجاعة، وصاح قبل إعدامه مخاطباً الجلاد: “أرِ الشعب رأسي، فهو يستحق المشاهدة!”
كان ذلك إشارة ساخرة إلى تقلبات الثورة. وهكذا تحققت المقولة الشهيرة التي صاغها الصحفي جاك ماليت دو بان آنذاك:
“الثورة، كإله الزمن كرونوس، تأكل أطفالها”.
فلم تمضِ سوى أشهر قليلة حتى انقلبت الثورة الفرنسية أيضاً على روبسبيير نفسه وأرسلته إلى ذات المقصلة التي أرسل إليها دانتون. درس الثورة الفرنسية يوضح كيف أن الخلافات على السلطة وتطرف المسار الثوري يمكن أن يؤديا إلى افتراس قادة الثورة لبعضهم البعض وتصفيتهم باسم “المصلحة العليا” أو “نقاء الثورة”. فالدماء التي سفكت تحت شعار الثورة هناك كانت بمعظمها دماء الثوار أنفسهم في نهاية المطاف.
هذه الحكاية التاريخية تدق جرس الإنذار للثورة السورية الحالية. فإذا كان دانتون السوريون – أي أبناء الثورة وقادتها المخلصون – قد أزاحوا طاغيةً مستبداً، فعليهم الحذر الشديد كي لا يتحولوا هم أنفسهم إلى ضحايا لموجة تطرّف جديدة تطيح بهم تحت مسمى “حماية الثورة” أو “محاربة أعداء الداخل”.
إن دماء الشهداء ومعاناة ملايين السوريين لا ينبغي أن تذهب هدراً بسبب صراعات داخلية على الكراسي، أو استئثار فئة فكرية متشددة بمسار الثورة وتحويلها عن مبادئها الأساسية.

خاتمة: حتى لا تأكل الثورة السورية أبطالها
في ضوء ما سبق من تنويه أن مقصد المقال ليس التجريح بل التوجيه كي تتحقق ثوابت الثورة السورية ويكتمل إنتصار الثورة الحقيقي، يبدو واضحاً أن الثورة السورية تقف اليوم على مفترق طرق حرج. فإما أن يتغلب صوت العقل والحكمة وتستفيد القيادة الجديدة من دروس التاريخ لتصحيح المسار، وإما أن تنزلق البلاد إلى دوامة صراعات داخلية تقضي على ما تبقى من آمال الشعب. رفع الوعي المجتمعي هو السلاح الأمضى لمنع تكرار مأساة “الثورة التي تأكل أبطالها”. يجب على السوريين بمختلف توجهاتهم أن يتكاتفوا لمطالبة السلطة المؤقتة بالشفافية والمحاسبة، وألا يسمحوا بتقديس فردٍ أو فئة تحت أي ذريعة. فالولاء الأول ينبغي أن يكون لسوريا والثورة وقيمها لا للأشخاص أو الأيديولوجيات المنغلقة. وعلى المثقفين وقادة الرأي والإعلام الحر تحمل مسؤولياتهم في تنوير الرأي العام بخطورة انحراف الثورة عن مبادئها واستفراد فئة ضيقة بالحكم وإقصاء الآخرين. إن كشف الحقيقة وانتقاد الأخطاء – مهما كانت الجهة التي ترتكبها – هو خدمة للشعب والثورة، وليس “خيانة” لها كما يصوّرها المستبدون الجدد. لقد قدّم السوريون أغلى التضحيات لنيل حريتهم وكرامتهم. ومن الوفاء لدماء الشهداء ألّا يُسمح بسرقة ثمار النصر أو تحويل الثورة إلى كابوس جديد. فالثورة التي قامت من أجل إنهاء الاستبداد لا يجوز أن تُنتج استبداداً آخر تحت راية مختلفة. إن إعلاء قيم التسامح والمشاركة والديمقراطية هو الكفيل بحماية أبطال الثورة الحقيقيين وضمان استمرارهم في بناء الوطن، بدلاً من أن يصبحوا هم أنفسهم ضحايا لمسار متطرف لم يريدوه. على الشعب أن يُذكّر قادته: لسنا وقوداً لمطامعكم، الثورة ثورة شعبٍ بأكمله وليست ملكاً لجماعة أو تيار. وتماماً كما لفظ السوريون طاغية الأمس، سيرفضون أي طاغية جديد مهما تلونت شعاراته. في الختام، لا بد من التأكيد أن الثورة السورية أمانة في أعناق جميع أبنائها. والحفاظ على هذه الأمانة يتطلب يقظة ووعياً جماعياً يمنع تكرار مآسي الماضي. فلتكن غاية الثورة تحقيق الحرية والعدالة لكل السوريين دون استثناء، ولتكن عبرة التاريخ ماثلة أمامنا: لا تنتصر ثورة بحق إلا إذا صانت أبناءها وحمت مبادئها من أن تفترسها نارُ التطرف والطغيان مجدداً.
المصادر:
الثورة السورية، الموسوعة السياسية؛ تقارير وكالة رويترز ووكالات دولية؛ دروس التاريخ الحديث (الثورة الفرنسية) -britannica.com – rusi.org – Middle East Forum – Terrorism Backgrounders | CSIS – https://www.meforum.org unrefugees






