تعكف “مآلات” على جمع وتوثيق الآراء والرؤى حول مستقبل سوريَّة، عبر إطلاق منبر وطني مفتوح. إنَّ الأحداث الدموية التي اجتاحت كل أنحاء البلاد قد قاربت الوصول إلى ختامها، وتبلورت في ذلك نهاية طويلة من المعاناة. في هذا السياق، كانت الحرب التي شنَّها النظام الاستبدادي تهديدًا بشعًا باستخدام شعار “الأسد أو نحرق البلد”، ولكن الشعب السوري قاوم ببسالة وثابر على النضال من أجل تحقيق مبادئ الثورة. واليوم، نجد أنَّ الانتصار قريب وممكن، ونعلم أنَّ السلام سيأتي بلا شك، وقد يفاجئنا بطريقة غير متوقعة.
حرق المراحل
أصبح من الضروري أن نستعد مسبقًا لوضع خطة عمل توجيهية تكون دقيقة وشاملة لبناء مستقبل سورية بعد زوال النظام الحالي. هذه الخطة تحتاج إلى منهجية وأرشفة دقيقة، لتكون بمثابة دليل للقادة الجدد الذين سيشرفون على إدارة البلاد وتوجيهها.
تهدف هذه المبادرة إلى تجنب حدوث فراغ إداري مربك، وتوفير إطار عمل يرشد السياسات والقرارات المستقبلية بناءً على تطلعات وآمال الشعب السوري.
باختصار، سيكون تركيزنا الرئيس على جمع وتوثيق جميع الآراء والرؤى المختلفة، وتمكين الجميع من مناقشتها بشكل واقعي ومسؤول. سيقوم الخبراء الذين يشاركون معنا، وفقًا لاختصاصاتهم، بتلخيص الأفكار والرؤى بشكل أكاديمي وموجز، باستخدام مؤشرات أداء إحصائية تشمل جميع ما تم طرحه من آراء وتطلعات تخص مستقبل سورية.
وبهذا الشكل، سيكون منتجنا هو دليل يساعد القادة وصناع السياسات الجدد في أداء مهامهم الوطنية بشكل يتوافق مع احتياجات الشعب وتطلعاته، وذلك في وقت قصير نسبيًا.
تأتي مصداقية هذا المنبر الوطني من استقلاليته الكاملة، حيث لا يرتبط بأي جهة سياسية أو دينية، ويتجنب أي انحياز إلى جهة داخلية أو خارجية. هذا يوفر مساحة لكل شرائح الشعب السوري للمشاركة بشكل فعّال، ويسمح بالحوار والمناقشة التفاعلية مع الآخرين وفقًا لقيم الأخلاق والأدب السوري الذي نسبته لقادتنا السياسيين الذين نجحوا في تشكيل سورية بعد استعادة الاستقلال من الحكم العثماني والفرنسي.