تساؤل
منذ زمن، وأنا أتساءل عن تركيبة هذه العائلة المجرمة (عائلة بيت الأسد)، التي نُكبَ فيها الشعب السوري. ولا أدري إن كان اسم العائلة هذا صحيحاً، أو أن الاسم الحقيقي للعائلة السابق هو “وحش” حسب تقصي الصحفي البريطاني المرموق “باتريك سيل” كما ذكر ذلك في كتابه الشهير (الأسد: الصراع على الشرق الأوسط)!!!
لا أُخفيكم أنني أشفقت على الوحوش والأسود من هذه العائلة، لأنّ الحيوانات المفترسة حسب شريعة الغاب، لا تفعل ما فعلته وما تزال تفعله هذه العائلة في الشعب السوري من تعذيب وتشويه وتمثيل في الأجساد. وكذلك انتهاكات فاضحة للأعراض والكرامة، تجاوزت أذيات تدمير البلاد.
لقد كان هناك إصرار على قتل الكثير من النساء كي لا تُنجبن، وقتل الأطفال كي لا يكبروا. إنهم أسرة من لصوص نهبت آثار البلد ومتاحفها، حرقت قمح البلاد، ورهنت بترولها وغازها لأعوَانها المجرمين من الروس والملالي الإيرانية على مدى خمسين عاماً. أشعلت الفتن الطائفية كي توهم العالم أنه يوجد ضمن الشعب السوري “إرهابيين”. بدأ الأب “حافظ الأسد” وأخيه “رفعت” قَصف مدينة حماة (1982)، لأن سكان حماة كانوا من العائلات المحافظة، مثل كل دول العالم، فيها عائلات محافظة وعائلات أكثر انفتاحاً. قتلوا أربعين ألفاً من رجال وشباب حماة ودمّروا المدينة، وملأوا السجون بكل من كان يخالفهم الرأي، من كل الطوائف والإثنيات بلا استثناء.
لا أُخفيكم كدت أجنُّ وأنا أتساءل، أيُعقل أن يكونوا من أعظم ديكتاتوريَ العالم إجراما؟
التقصي عن الحقيقة
قمت بالبحث عن ذلك في صفحات عمنا جوجل، فوجدت ثبتاً لأشهر عشرة صُفوا بأنهم “ديكتاتوريين” نسبة إلى فداحة الجرائم التي ارتكبوها. وهم:
الديكتاتور العاشر:
كان” ماكسمليان روبسبير”، وهو أحد زعماء الثورة الفرنسية، وصاحب الدوافع الحقيقية للإرهاب، استمر عشر شهور وراح ضحيته ما بين (18500 – 40000 ) شخص بواسطة المحاكم الصورية أو دون محاكمات، و70% منهم كانوا من الطبقة الفقيرة، المفترض أن ماكسمليان كان يدافع عنها.
الديكتاتور التاسع:
“يوسف منجيل”، كان ضابطاً في الجيش الألماني النازي، كان طبيباً واشتهر باسم “ملاك الموت”. كانت مهمته تحديد من يصلح من السجناء للبقاء حيّاً، ومن يجب إعدامه. أجرى تجارب جنونية على البشر، كان يقوم ببتر الأطراف ويُعيد توصيلها بالجسم، وكان يربط أوردة السجناء ببعضها ليصنع توائم ملتصقة، ويحقن قرنية العين بالأصباغ بغية تبديل لونها.
الديكتاتور الثامن:
“آية الله الخميني” بعد ثورته الإسلامية قام بالكثير من المذابح، تحت غطاء تطبيق الشريعة الي ينسبها زوراً للإسلام. ففي عام 1988 تمت مذبحة مروعة السجناء الإيرانيين لتصفيَة كل المعارضين السياسيين. وكان عددهم 30000، وذلك قبل أن يتوفى الخميني بمرض السرطان.
الديكتاتور السابع:
“عيدي أمين دادا”، رئيس أوغندا، تولى السلطة عام 1971 ، قام بانتهاكات لحقوق الانسان بالقمع السياسي، والاضطهاد العرقي، والقتل بلا محاكمات وطرد الهنود، وعدد الذين قتل مابين( 8000 – 500000).
الديكتاتور السادس:
” هيروهيتو” إمبراطور اليابان. في عام 1937 ارتكبت القوات اليابانية جريمة الحرب، وتُعرف باسم ” اغتصاب نانجينغ” بحيث استمرت المجزرة لمدة ستة أسابيع خلال احتلال اليابان للصين. قام الجيش الياباني بالاغتصاب والنهب والحرق وقتل الأسرى، وقتل النساء والأطفال. عدد الوفيات تراوحت ما بين ( 150 – 300 ألف).
الديكتاتور الخامس:
” ليوبولد الثاني” ملك بلجيكا ما بين 1865 – 1909. قام باحتلال الكونغو بهدف استخراج المطاط والعاج. استعبد السكان وقتل 3 ملايين في واحدة من أشنع الجرائم ضد الإنسانية ما كانت عليه من قتل وتعذيب.
الديكتاتور الرابع:
” بول بوت”، رئيس وزراء كمبوديا ما بين ( 1976 – 1979) .في هذه الفترة نقلَ سكان المدن إلى الريف للعمل في المزارع الجماعية، وكان العمل بلا أجر، فعانى السكان من سوء التغذية، وانعدام الرعاية الطبية، فمات مليونان من الشعب الكمبودي في معسكرات العمل التي اشتهرت باسم “حقول القتل”.
الديكتاتور الثالث:
“هاري ترومان”، الرئيس الثالث والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، صاحب قرار إلقاء القنابل الذرية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي. ويتجسد شر ُّ هذا المجرم في أن الحرب العالمية الثانية كانت قد انتهت، واليابان أعلنت استسلامها، ورغم ذلك أصدر أوامره بذلك. وقتل نتيجتها 300 ألف شخص بالإضافة لنتائج التلوث الإشعاعي الذي جعل الأرض غير قابلة للعودة إليها ثانية للعيش عليها لمدة تزيد عن الخمسين سنة.
الديكتاتور الثاني:
” أدولف هتلر” قائد ألمانيا النازية، قتل على يديه 6 مليون إنسان وآخرين بسبب سياسته الاستعمارية.
الديكتاتور الأول: ” جوزيف ستالين”، حكم روسيا إبان الحرب العالمية الثانية ،وتحولت روسيا في عهده إلى سجن كبير، فأُطلق عليها ” الستار الحديدي”. يُقدر قتلى ستالين مابين ( 2 – 10 مليون) بسبب الموت جوعاً في الأراضي الروسية، جرّاء السياسة المجحفة، أو نتيجة إعدامات من دون محاكمات.
أتاك الدور يا دكتور
وصلتُ إلى النهاية وأنا أبحث عن الديكتاتور الأعظم بشار الأسد، ولا أخفيكم ،انتقدت العم غوغل على تقصيره، لأننا لو جمعنا جرائم الديكتاتوريين العشرة في التاريخ المعاصر ، لكانت جرائم بشار الأسد ونظامه والروس والإيرانيين ومرتزقتهم من ( فاطميون وزينبيون وحزب الله) أكثر بكثير .
جردة حساب ليست لها نهاية
إذا قمنا -الآن- بعملية جرد بسيطة، رغم أنَّ ما خُفي أعظم، يمكن تلخيص ما يلي:
1 – شرّد 12 مليون من أهالي سوريا ووضعهم تحت خط الفقر.
2 – دمّر أكثر من نصف سوريا فوق رؤوس الناس.
3 – قتل أكثر من مليون إنسان ما بين نساء ومسنين وأطفال.
4 – اعتقل أكثر من نصف مليون من الرجال والشباب المعارضين فقتل منهم وتم اغتصاب الكثيرين وانتهاك كرامتهم.
5 – دمّر المستشفيات والمدارس على رؤوس من فيها.
6 – رهن السواحل السورية لمدة خمسين عاماً للروس والإيرانيين ثمنا القنابل والأسلحة وأنواع الغازات السّامة التي كان يقتل بها الشعب السوري.
7 – سرق كنوز المتاحف وآثارها وحُملت إلى خارج سوريا.
8 – مارس كل أنواع انتهاكات حقوق الإنسان.
9 – قام مع الروس والإيرانيين ببيع الأعضاء البشرية لمن كانوا يقتلونهم من شباب وأطفال. والمعروف أن روسيا هي أول بلد في العالم بتجارة الأعضاء البشرية. والساحة السورية مفتوحة لهم.
وفقاً لليونيسف أن 6 ملايين طفل سوري ولدوا منذ بدأت المعارك عام 2011 “ ولا يعرف هؤلاء الأطفال سوى الحرب والنزوح”، بينما "يتعرّض للقتل في سوريا ما معدله طفل كل 10 ساعات بسبب العنف” ناهيك عن 2,5 مليون طفل أرغموا على الفرار إلى دول الجوار".
هذا وقد سبق أن حذرت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة (26 حزيران/يونيو 2020) من أن سوريا تواجه أزمة غذاء غير مسبوقة، حيث يفتقر أكثر من 9٫3 مليون شخص إلى الغذاء الكافي في وقت قد يتسارع فيه تفشي فيروس كورونا بالبلاد. فكم تفاقمت هذه الأرقام في يومنا هذا بعد 14 عاماً من تغوُّل النظام؟
مناشدة
بالله عليكم، ألم يرتكب بشار الأسد وزبانيته المجرمين، أكثر مما ارتكب من ذكرهم العم غوغل من الديكتاتوريين على صفحاته؟
أرجو من العم غوغل أن يعيد حساباته، ويُصنف بشار الأسد بالدكتاتور الأعظم والسفاح الأكثر إجراماً، وأول رئيس في التاريخ يقوم بتدمير بلده فوق رؤوس سكانها، فهل من الممكن أن يكون بشراً سورياً؟
-
لو كان سورياً لأحبَّ سوريا وشعبها الكريم الشجاع النبيل.
-
لو كان سورياً لبنى سوريا ولم يهدِمُها.
-
لو كان سورياً لحمى سوريا وأهلها.
-
لو كان سورياً ما سرق سوريا ونهبها.
-
لو كان سورياً لما شرّد شعبها، وجعل الآلاف منهم يموتون غرقاً.
-
لو كان سورياً لما رهن خيرات سوريا ولا جوّع شعبها، وسوريا كانت البلد الأول في العالم، الذي يكتفي بخيراته ذاتياً، ولا يحتاج لإستيراد أي شيء من خارج سوريا.
-
لو كان عاقلاً.... وسوياً .... ولكنه ليس بذلك!
ختاماً
كم يتعذر على الكاتب أن يختم مقالة كهذه وما زال الدم يُسفك والأرزاق تُنهب والأعراض تُغتصب!
لذلك سألجأ إلى ختم المقال بالقول فقط:
أخطأ السفاح بشار الأسد في مسألة التعامل مع ثورة الشعب السوري، لأنه نظر إليها نظرة، أضيق من فوهات البنادق، وفوهات المدافع. مثلما نظر إلى الواقع، نظرة أشد قتامة من أدخنة الحروب، ولهيب المعارك. في حين كان عليه أن ينظر إلى المشهد بشموليته، وبكل جوانبه الحقوقية، والإعلامية والسياسية والمستقبلية. لكنه لم يفعل، لأنه مجرم بالوراثه.