أدى تفاقم تضييق السلطات التركية على إقامة السوريين إلى عقد اجتماع هام في استنبول في 24 /07 /2023 ضم جمعيات المجتمع المدني ونشطاء وسياسيين بهدف لفت نظر الأتراك إلى ظاهرة ممارسات عُنفيَّة للشرطة التركية بحق المخالفين السوريين، خاصةً الذين لا يحملون بطاقة الحماية المؤقتة. وكذلك الأشخاص الذين اضطروا للإقامة في ولايات غير الولاية المانحة إثر حدوث الزلزال المدمر أو حاجات العمل والمعيشة. كما أن ذات التضييق يطال السوريون عند طلب إذن السفر أو العمل أو تسوية الإقامة وتجديدها.
وقد جاءت مخرجات هذا الاجتماع الحيوي تنص حرفياً على الآتي:
1 – انتهاك قوانين حقوق الإنسان واللاجئين:
إن ما يجري من ممارسات عُنفيَّة للشرطة التركية بحق المخالفين السوريين وغيرهم من العرب والسياح لا يتناسب مع السياسة التركية المعلنة حول ” المهاجرين والأنصار ” مما أدى إلى استياء كبير في صفوف السوريين والعرب عموماً ويخالف حقوق الإنسان واللاجئين ويسيء إلى تركيا الدولة الحرة الديمقراطية ويسيء إلى العلاقات التاريخية بين العرب والترك شركاء الماضي والحاضر والمستقبل.
2 – ظاهرة التعصب القومي (العنصري) يخالف الدستور التركي:
توافق الجميع على أن دعم تركيا اقتصادياً وسياسياً والاستقرار فيها ومحاربة الإرهاب التي تحاربه تركيا يدفعنا نحن السوريون إلى تسليط الضوء على الأخطاء والانتهاكات التي يمارسها أعداء الشعب التركي وأعداء العرب والسوريين والتي تمارس منذ سنوات من تعصب قومي (عنصري) مقيت تُجرِّمه كل القوانين وكذلك دستور تركيا.
3 – السوريون الضيوف، هم قوى بشرية منتجة تعزز الاقتصاد التركي:
يطالب المجتمعون الحكومة التركية بتطبيق القوانين بشكل إنساني يراعي حقوق المواطن السوري الذي لجأ إلى تركيا هرباً من الحرب والدمار ، وساهم بعماله ومهندسيه وأطبائه ورجال الأعمال السوريين في الاقتصاد التركي ونموه كما تؤكد معظم الدراسات البحثية التركية والعربية , وأن السوريين في تركيا هم قوة خير كبيرة لتركيا وأن نسبة الجريمة لديهم نادرة رغم ظروف الحياة الصعبة التي يعيشونها والتي يتعرضون لها في كل مكان وعلى مستويات مختلفة من طرد من البيوت ورفع أجور السكن وتخفيض أجور السوريين وعدم منحهم الجنسية وفرص العمل وأذون العمل أو السفر أو وثائق سفر خارجية كما تفعل الدول الأوربية ليعيشوا في استقرار يساهم في تعزيز الاقتصاد التركي وازدهاره.
4 – المساعدة للقضاء على الفساد وتخريب البنية التحتية في المناطق المحررة:
يؤكد ممثلو الجمعيات على أهمية القضاء على الفساد والتخريب بكافة أشكاله وألوانه في المناطق المحررة والمساعدة على إقامة بنى تحتية في مناطق الشمال السوري المحرر تؤمن البيئة الصالحة لعودة السوريين إلى بلادهم من عمل وسكن مؤقت ومساعدة السوريين على انتخاب ممثليهم بطريقة ديمقراطية حرة والخلاص من كافة المعيقات.
إنَّ الشمال السوري بمساحة 27 ألف كم مربع الذي يخضع لوصاية الحكومة التركية، يستطيع استيعاب عدة ملايين من السوريين في حال توفر حياة حرة كريمة لأبنائه، وهذا يتطلب من المسئولين الأتراك العمل على توحيد الفصائل المسلحة في جيش وطني واحد يقوده ضباط أخصائيون شرفاء يؤسس لجيش وطني يخوض المعارك مع الجيش التركي ضد الإرهاب الأسدي ومنظمة قسد ذراع حزب ال(pkk) الإرهابي.
5 – ضرورة ملحة لتشكيل لجنة تركية -سورية مشتركة من الخبراء والأخصائيين:
العمل السريع مع ممثلي الحكومة التركية لتشكيل فوراً لجنة تركية – سورية مشتركة من الخبراء والأخصائيين وأصحاب القرار تقوم بدراسة علمية عاجلة للمشاكل الحياتية ووضع حلول لها وتنفيذها فوراً بتغطية وتأييد من الرئاسة التركية وذلك للمساهمة في الحفاظ على وحدة تركيا العادلة.
إن ما يجري اليوم من ممارسات لا إنسانية، اضافة إلى التضييق على اللاجئين السوريين في كل الولايات، سيؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد القومي التركي حيث يشكل السوريون والعرب قوة كبيرة فيه.
إننا نؤكد أن قانون الحماية المؤقتة يتعارض في كثير من بنوده مع حقوق اللاجئين فإننا نطالب بتطبيقه بشكل إنساني يليق بتاريخ تركيا في استقبالها ملايين السوريين وغيرهم من العرب
لذلك نناشد الحكومة التركية التصدي للحملات العنصرية التي يشنها كثيرون ضد السوريين والعرب عموماً، لأنَّ هذا الأمر لا يقبله كل الأحرار في تركيا والعالم.
الموقعون بتاريخ 24 /07 /2023