مقدمة
عنوان مثل “الطاغية” يعكس غالباً وجهة نظر معينة أو اتجاه في التقدير. إذا استخدمت لوصف بشار الأسد، فإنها قد تكون اختصاراً لرأي يروِّج لفكرة أنه يمارس السلطة بطريقةٍ قمعيةٍ، ولا يراعي حقوق الإنسان وحرية أفراد المجتمع الذي يحكمه. لكن الطريقة التي يتم استخدامها في توجيه هذا العنوان قد تتغير باختلاف المنظور السياسي أو الثقافي للكاتب والقارئ على السواء.
تفصيل لمفهوم الطغيان:
- الطغيان بشكل عام: يمكن أن يشير الطغيان إلى أي موقف يتحكم فيه شخص ما على شخص آخر أو مجموعة أخرى بطريقة غير عادلة. قد يكون هذا رئيسًا يتنمر على موظفيه، أو مدرساً يعاقب الطلاب بشكل غير عادل، أو حتى روتين لياقة بدنية شخصي صارم تشعر أنك محاصر به.
- الطغيان الحكومي: وهذا هو المعنى الأكثر شيوعاً. ويشير إلى حكومة يحكمها شخص واحد أو مجموعة صغيرة تتمتع بسلطة مطلقة. وتُستخدم هذه السلطة بطريقة قاسية، مع القليل من الاهتمام بحقوق أفراد المجتمع الفكرية والمعاشية. تخيل ملكاً يلقي الناس في السجن بسبب اختلافهم معه، وقد ينتهي بقتل المعارضين دون عرضهم على القضاء. هذا هو أبسط أنواع الطغيان.
الفرق بين مصطلح الاستبداد ومصطلح الطغيان:
بعد أن تعرفنا على تعريف الطغيان (وهو المصطلح الأكثر شيوعاً)، لا بُدَّ من الإضاءة على مصطلح الاستبداد.
تعريف الاستبداد:
هو نظام حكم يتميز بغياب الحريات السياسية والمشاركة الشعبية، وسيطرة الحاكم أو نخبة محدودة على السلطة بشكل مطلق.
خصائص الاستبداد:
- تركيز السلطة: يتمتع الحاكم أو النخبة الحاكمة بسلطة مطلقة دون قيود دستورية أو قانونية أو شعبية.
- قمع الحريات: يتم قمع الحريات الأساسية كحرية التعبير والتجمع والتظاهر، وحرية الصحافة.
- غياب سيادة القانون: لا تخضع تصرفات الحاكم أو النخبة الحاكمة للقانون، وتسود سياسة الإفلات من العقاب.
- انتهاك حقوق الإنسان: يتم انتهاك حقوق الإنسان بشكل منهجي، بما في ذلك التعذيب والاعتقال التعسفي والقتل خارج نطاق القضاء.
- ضعف المؤسسات: تكون المؤسسات الديمقراطية ضعيفة أو معدومة، مثل البرلمان والقضاء.
- الفساد: ينتشر الفساد في جميع مستويات الدولة.
- الركود الاقتصادي: يعاني الاقتصاد عادةً من الركود والبطالة والتضخم.
أنواع الاستبداد:
- الاستبداد الشخصي: يسيطر عليه فرد واحد، مثل الملك أو الديكتاتور.
- الاستبداد العسكري: يسيطر عليه الجيش.
- الاستبداد الديني: يسيطر عليه رجال الدين.
- الاستبداد الحزبي: يسيطر عليه حزب واحد.
أمثلة على الدول الاستبدادية:
القائمة تحوي العديد من الدول، وعلى رأسها الدول الأكثر استبداداً (حسب تصنيف منظمات حقوق الإنسان العالميَّة) وهي:
- كوريا الشمالية.
- السعودية.
- الصين.
- سوريا.
- زيمبابوي.
آثار الاستبداد:
- القمع السياسي: يعاني المواطنون من القمع السياسي والاضطهاد.
- انتهاك حقوق الإنسان: يتم انتهاك حقوق الإنسان بشكل منهجي.
- الفقر: يعاني الكثير من الناس من الفقر.
- التخلف: يتخلف البلد اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
- عدم الاستقرار: يسود عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي.
- الحروب: تكون هذه الدول أكثر عرضة للحروب والصراعات.
صفات الطاغية
إذا درسنا بدقة وأناةٍ شخصية القادة الطغاة -في القرن الماضي- الذين رسموا لنا المستقبل الذي نعيشه اليوم، نجد أنهم كانوا على درجة كبيرة من الغباء وقصر البصيرة، رغم الهالات التي خلقوها لأنفسهم (البطانة الفاسدة، والحاشية المتفانيَّة، والمواكب المبهرة، والإعلام الذي يتقن غسل الأدمغة)، لم يستشرفوا ما سيحدث لهم في الغد وليس في المستقبل البعيد. لقد وضعوا حتفهم المؤكد في أيدي شعوبهم.
أليس من الغباء عدم قراءة -مثلاً- كيف كان مصير موسوليني وزَّع صوره في أرجاء ايطاليا وعليها عبارة “موسوليني دائما على حق”. وبعد فترةٍ من الزمن قصيرة، هذا الجمهور الذي كان يصفق له هو الذي علَّقه من رجليه في “ميلانو” تشفياً من طغيانه. وكذلك النهاية التراجيديَّة للكثي من الزعماء الطغاة أمثال هتلر ، وصدام حسين صدام، وطواغيت العرب والعجم الذين ورثوا شعوبهم الويلات، عندما حكم بعضهم 40 سنة ونيف، ومنهم من انتقل بحكم سلطته كوزير دفاع ليصبح رئيساً للأبد، وكان شعاره “لا تفكر دع الحكومة تفكر عنك”. ولما شارف على الموت بعد 30 سنة من الطغيان، رسم إبنه رئيساً على البلاد دون شرعية قانونية، وما زال يحكم سورية حتى اليوم بالحديد والنار تحت شعار : “الأسد أو نحرق البلد“… وقد فعلها بكل غباء.
أحداث تثبت وصف آل الأسد بالطغاة:
عهد حافظ الأسد (1970 – 2000):
يُعتبر وصف عهد حافظ الأسد بالطاغية شائعاً بين المعارضين له ولنظامه. ويُستند هذا الوصف إلى عدد من العوامل، منها:
- تركيز السلطة: تمتع حافظ الأسد بسلطة مطلقة، حيث قمع أي معارضة سياسية وحكم البلاد دون أدنى مشاركة شعبية حقيقية.
- انتهاك حقوق الإنسان: تم ارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان خلال عهده، بما في ذلك التعذيب والاعتقال التعسفي والقتل خارج نطاق القضاء.
- القمع السياسي: تم قمع الحريات السياسية بشكل منهجي، وتم سجن العديد من المعارضين السياسيين ونفيهم.
- المجازر: تم ارتكاب العديد من المجازر خلال عهده، مثل مجزرة حماة عام 1982.
مُقابل ذلك،يُدافع مؤيدو حافظ الأسد عن حكمه، ويُشيرون إلى عدد من الإنجازات، منها:
-
- الاستقرار: وفر عهده الاستقرار والأمان للبلاد بعد فترة من الاضطرابات.
- التنمية الاقتصادية: حقق عهده نموًا اقتصادياً ملحوظاً.
- المقاومة الإسرائيلية: قاد حافظ الأسد سوريَّةفي حروب ضد إسرائيل، وحافظ على وحدة البلاد وسيادتها.
أهم المجازر في عهد حافظ الأسد:
- مجزرة حماة عام 1982: قُتل فيها ما بين 10,000 إلى 20,000 شخص (الإحصائية غير دقيقة بسبب التعتيم عليها).
- مجزرة سجن تدمر عام 1980: قُتل فيها ما بين 500 إلى 1,000 سجين سياسي. (الإحصائية غير دقيقة بسبب التعتيم عليها).
- مجزرة خان شيخون عام 1985: قُتل فيها ما بين 250 إلى 500 مدني.
- مجازر أخرى – أقل أهمية- تم إخفاء معالمها في حينه.
ويعتبر قيام حافظ الأسد بتوريث ابنه بشار، بأنه المسؤول الأكبر عن المجازر التي لحقت بالسوريين فيما بعد، لأنَّ بشار لم يكن مؤهلاً للحكم إلا على نهج أبيه الطاغية واستمراراً لعهده.
عهد بشار الأسد منذ عام 2000 وحتى اليوم:
في العام 2000، وبعد وفاة والده، تولى بشار الأسد الحكم في سورية، مما أثار آمالًا وتوقعاتٍ جديدة بشأن مستقبل البلاد. ومنذ ذلك الحين، شهدت سورية فترة تحولات وتحديات عدة. وقد أجمع الخبراء المتابعين للشأن السوري على وصف هذه الفترة وتقييم أداء الرئيس بشار الأسد، بأنَّ خلال عهد حكمه، شهدت سورية مجموعة من التغيرات والأحداث الهامة، ومن بينها:
- الثورة السورية: في عام 2011، اندلعت الثورة السورية التي طالبت بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. وردت الحكومة بقسوة، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية طاحنة، تسببت في دمار هائل ونزوح ملايين السوريين.
- التحالفات الدولية: شهدت الأزمة السورية تدخلات دولية متعددة، حيث دعمت بعض الدول المعارضة ودعمت أخرى الحكومة السورية. هذا الصراع المعقد أدى إلى تعقيد الوضع السياسي وزيادة الانقسامات الداخلية.
- الهجرة واللاجئين: أدت الحرب الأهلية إلى نزوح ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها، مما أحدث أزمة إنسانية ضخمة وأثر بشكل كبير على الاقتصاد والمجتمع في سورية والمناطق المجاورة.
- التحديات الاقتصادية: تضررت الاقتصاد السوري بشكل كبير بسبب الحرب والعقوبات الدولية، مما أدى إلى انهيار العملة وارتفاع معدلات البطالة والفقر.
ومن أهم الأحداث التي اقترنت بغباء هذا الحاكم الصوري، يمكن تلخيصها بما يلي:
- استخدام الأسلحة الكيميائية: في عام 2013، شنت قوات النظام السوري هجوماً كيميائياً في غوطة دمشق، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين بما في ذلك النساء والأطفال. هذا الهجوم يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية ويبرز الوحشية التي يتمتع بها النظام في محاولته للسيطرة على المعارضة.
- القمع والتعذيب للمعارضة السياسية: تقارير المنظمات الحقوقية تفيد بأن السجون السورية مليئة بالمعتقلين السياسيين الذين يتعرضون للتعذيب الممنهج والإهمال الطبي. هذه الأنشطة القمعية تؤكد على الاستبداد والوحشية التي يمارسها النظام ضد أي شخص يعارض سياسته.
- أسلوب التعامل مع المظاهرات السلمية: منذ بداية الانتفاضة السورية في عام 2011، رفض النظام بشكل عنيف أي محاولة للتغيير الديمقراطي وسعى لسحق الاحتجاجات بالقوة. قام بقمع المظاهرات السلمية واعتقال النشطاء والمعارضين، مما أدى إلى تصاعد الصراع وتحوله إلى حرب أهلية دموية.
- تجاهل حقوق الإنسان: تقارير منظمات حقوق الإنسان مثل الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى توثق الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في سوريَّة، بما في ذلك انتهاكات الحريات الأساسية مثل حرية التعبير وحقوق الإنسان وحرية التجمع.
- نهب الثروة الوطنية وانتشار الفساد الممنهج: كان تدهور الاقتصاد شاهداً على استغلال رأس النظام نهب الثروات الوطنية بكافة الوسائل المخالفة للنزاهة وعدم توفير جهاز للمحاسبة. وكان نشر الفساد والسكوت عنه من أحد وسائل إبعاد النظر عن الفاعل الرئيس.
المجازر المرتكبة في عهد بشار الأسد:
- مجزرة رام العنز والغجرية: في 27 شباط 2012 -قرب حمص-.أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه تم اكتشاف 68 جثة بين قريتي رام العنز والغجرية. وألقى ناشطون سوريون باللوم على ميليشيا موالية لنظام الأسد.
- مجزرة كرم الزيتون: في 9 آذار 2012، حمص. الجيش السوري ذبح 47 شخصاً بعد دخوله كرم الزيتون.
- مجزرة تفتناز: في 5 نيسان 2012 – محافظة إدلب. الجيش السوري قام بارتكاب مجزرة عبر اعتقال وإعدام أشخاص عقب معركة تفتناز.
- مجزرة الحولة: في 25 أيار 2012 . عدد الضحايا 108 من الأهالي ومنهم 49 طفل. توصلت الأمم المتحدة إلى أن قوات نظام الأسد هي المسؤولة. ومع ذلك، بعد ادعاء روايات شهود العيان التي نشرتها صحيفة فرانكفورتر العامة بأنها كانت أعمال عنف طائفية، خلص مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أنه ليس هناك أدلة كافية لتحديد من الذي ارتكب المجزرة.وبالطبع هذا هراء وتزييف للحقائق كي يتم التهرب من الملاحقة.
- مجزرة البويضة الشرقية: في 31 أيار 2012. عدد الضحايا 13.
- مجزرة القبير: في 6 حزيران 2012. المنطقة تابعة لناحية معرزاف. عدد الضحايا 80–100 تم طعنهم بالسكاكين وإطلاق النار عليهم.
- مجزرة دارة عزة: في 22 حزيران 2012 دارة عزة تابعة لمحافظة حلب. عدد الضحايا حوالي 25 شخصاً قتلوا بواسطة شبيحة النظام.
- مجزرة داريا: في 20–25 آب 2012. تابعة لمحافظة ريف دمشق. عدد الضحايا حوالي 500 ضحية من الأهالي الذين لقوا مصرعهم في هجوم للجيش على مدار خمسة أيام. -وفقاً لتقرير هيومن رايتس ووتش، وإفادة بعض السكان المحليين بأن عمليات القتل ارتكبها الجيش السوري والشبيحة.
- مجزرة معرة النعمان: في 8–13 تشرين الأول 2012. عدد الضحايا 65 من الأهالي ومن بينهم إعدام الجيش السوري 50 جندي منشق.
- مجزرة عقرب: في 11 كانون الثاني 2012. – محافظة حماة – عدد الضحايا حوالي 125 (يشمل الجرحى). كانت بسبب هجوم قرويون علويون يتبعون للنظام.
- مجزرة بساتين الحصوية: في 15 كانون الثاني 2013 -محافظة حمص -. عدد الضحايا 106 من الأهالي، حيث اقتحمت قوات الأسد بساتين الحصوية وقتلت 106 من الأهالي المدنيين.
- مجزرتيّ نهر قويق: في 29 كانون الثاني–14 آذار 2013. نهر قويق في مدينة حلب. وجدت في النهر جثث (147 ضحية) و من ثم جثث (230 ضحية). وقد وثق ذلك ناشطو المعارضة الذين شهدوا أنَّ قوات النظام قد أعدموا الرجال. علماً بأن هذه المنطقة كانت خاضعة لسيطرة الحكومة في المدينة. تمكنت هيومن رايتس ووتش من التعرف على هوية 147 ضحية على الأقل، جميعهم من الذكور (أعمارهم بين 11 و 64 سنة).
- مجزرة البرج – تلكلخ: في 2 نيسان 2013. أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم العثور على جثامين 11 مواطناً، بينهم ثماني سيدات وثلاثة رجال أعدموا ميدانياً خلال اقتحام القوات النظامية لحي البرج في مدينة تلكلخ.
- معركة جديدة الفضل: في 16–21 نيسان 2013. -محافظة ريف دمشق- أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 250 شخصاً قتلوا منذ بدء المعركة، وأولئك الذين تم توثيق وفاتهم، بالاسم، 127 من القتلى، بينهم 27 من المعارضة. هذا ويقدر ادعاء آخر للمعارضة حصيلة القتلى بنحو 450. كما أنَّ مصدر اً آخر يعود لأحد الناشطين بأنه احتسب 98 جثة في شوارع البلدة و86 في عيادات مؤقتة كانوا قد أعدموا دون محاكمة. وذكر ناشط آخر أنه وثق إعدام 85 شخصاً، بما في ذلك 28 قتلوا في أحد المستشفيات المؤقتة.
- مجزرتي البيضا و بانياس: في 2–3 أيار 2013. -تابعة لمحافظة طرطوس-. عدد الضحايا من الأهالي الأبرياء يقدر (128 ضحية في البيضا) و ( 450 ضحية في بانياس)، وذلك خلال هجوم شنته ميليشيات علوية بزعامة المتطرف من سكان اسكندرون العلويين(أورال كيال) ضد السكان السُنَّة المحليين.
- مجزرة حطلة: في 11 حزيران 2013. – تابعة لمحافظة دير الزور – عدد الضحايا 60 وهم قرويون شيعة ادعى النظام كي يتبرأ من قتلهم لإثارة الفتنة بأنَّ القتلة كانوا من المتمردين السوريين من الطائفة السُنيَّة.
- مجزرة خان العسل: في 22 تموز 2013. – تابعة لمحافظة حلب -. وكان الذين قاموا بإعدام ما بين 51–123 من المدنيين مجهولي التبعيَّة، لكنَّ النظام كعادته ألقى المسؤولية على من سماهم المتمردين. وهكذا ضاعت الحقيقة.
- الهجوم الكيميائي على الغوطة: في 21 آب 2013. – محافظة مدينة دمشق – ولأنَّ هذه المنطقة كانت وما زالت تخضع لسيطرة النظام ، تَعذَّر وجود توثيق دقيق (متفق عليه) لعدد الضحايا، حيث أفاد ناشطون سوريون بأن قوات النظام قصفت جوبر، زملكا، عين ترما، وحزة في منطقة الغوطة الشرقية بأسلحة كيميائية.
ونعرض بعض ما جاء في إحصاء عدد القتلى:
-
-
- منظمة أطباء بلا حدود: 355 حالة وفاة ناتجة عن تسمم عصبي (24 آب 2013).
- المعارضة السورية: 1466 قتيلاً (21 آب 2013).
- المخابرات الأمريكية: خلصت إلى أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن الهجوم. وأنَّ الحصيلة كانت 1429 قتيلاً (تقرير تم تسريبه لصحيفة نيويورك تايمز في آب 2013).
- الحكومة السورية: نفت استخدام الأسلحة الكيميائية، ولم تقدم أي أرقام للقتلى.
- فريق التحقيق المشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية: خلص الفريق إلى أن هجوماً كيماوياً قد وقع في الغوطة، لكنه لم ينسب المسؤولية عن الهجوم إلى أي طرف.
-
- مجازر اللاذقية: في تشرين الأول 2013. تمَّ ذبح أكثر من 190 مدني معظهم علويون خلال هجوم في اللاذقية. وقد ادعى النظام أنَّ الفاعل هو المتمردون. لكنَّ المعارضة تنفي ذلك بشكل قاطع، وتشكك بأنَّ النظام كان وراء ذلك كي يوهم الطائفة العلوية بأنهم في خطر ، مما يجعلهم يتمسكون في دعم النظام والوقوف لجانبه لحمايتهم من الطائفة السنيَّة.
- مجزرة عدرا: في 6 ديسمبر 2013. – عدرا تابعة لمحافظة ريف دمشق – . كانت هذه عبارة عن مجزرة مزعومة بحق 32 مدنياً على الأقل في مدينة عدرا الصناعية. وتزعم الحكومة أنه تم قتل مالا يقل عن 80 ضحية. تفيد التقارير أن مرتكبيها هم جبهة النصرة وجيش الإسلام، وهي مجموعة فرعية للجبهة الإسلامية، – وقد ثبت أنَّ هاتين الجهتين تعملان سراً كذراع نشيط للنظام بعد أنْ تم اختراقها للثورة السورية.
- مجزرة قبيلة الشعيطات: في منتصف شهر آب 2014. -محافظة دير الزور-تمَّ ذبح حوالي 700 شخص، أغلبهم رجال، من قبيلة الشعيطات في محافظة دير الزور على يد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية التي كان قد أدخلها النظام لخلط الأوراق، وتفتيت جهود الجيش الحر الذي كان يسيطر على أكثر من ثلثي مساحة البلاد.
- مجزرة تدمر: في 22 أيار 2015. -وهي تابعة لمحافظة حمص-. قتل خلالها أكثر من 400 ضحية من الأهالي على يد تنظيم الدولة الإسلامية ذبحاً بالسكاكين واطلاق النار عليهم. ومن ثمَّ أقدم التنظيم على تدمير سجن تدمر بتعليمات من النظام كي يطمس أهم المعالم التي تدينه في اعتقال وقتل السوريين المعارضين خلال حكم آل الأسد.كما سبق أنْ قام الأسد باصار أوامره لقواته بالفرار وترك السلاح لتأخذه عتاصر التنظيم كغنائم حرب. وذلك تشجيعاً لها على تنفيذ أجندة النظام.
- مجزرة قلب لوزة: في 10 حزيران 2015 -تابعة لمحافظة إدلب-. وفيها ذبحت جبهة النصرة -الموالية للنظام سراً- مجموعة من الدروز عددهم حوالي 30 وكلهم من سكان هذه القرية. وكان هدف النظام إشعال نار الفتنة بين الطوائف كي يثبت للعالم أنها حرب طائفية وليست ثورة شعبية ضد النظام.
- مجزرة كفر صغير: في 20 آذار 2016. -محافظة حلب-، حيث أقدم تنظيم الدولة الإسلامية على ذبح أكثر من 20 عربياً وكردياً عندما هاجم كفر صغير الواقعة تحت سيطرة النظام.
- مجزرة الزارة: في 12 أيار 2016 -محافظة حماة- حيث قامت جبهة النصرة الفرع السوري للقاعدة الموالي للنظام بذبح وخطف قرابة 120 مدنياً بعد السيطرة على بلدة الزارة العلوية في جنوبي حماة. وكان وراء ذلك تأجيج نار الفتنة بين الأهالي بمختلف طوائفها.
من الجدير بالذكر، أنَّ هذا الثبت اقتصر على ذكر بعض جرائم الأسد التي تُصنَّف بأنها إبادة جماعية لطائفة مسلمة، كانت تُشكل حسب تقديرات عام 2011، – قبل بدء الصراع -، حسب احصاءات اعتمدها البنك الدولي، والتي أظهرت أنَّ نسبة السُنَّة في سوريَّة بلغت حوالي 74%. (شمل ذلك العرب السُنَّة، الأكراد السنة، والشركس). أما الحقيقة الكاملة لعدد هذ الجرائم ما زال خافياً حتى الآن بالرغم من أنَّ المعلومات التي استجدت في هذا الملف، كانت شهادة ” حفار القبور” أمام الكونغرس الأمريكي.
تلخيص شهادة “حفار القبور”
أدلى رجل سوري -انتحل اسم “حفار القبور” -توخياً من قتله من قبل النظام- بشهادة جريئة خلال جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي المتعلقة بجرائم نظام الأسد، تحت عنوان:
“12 عاماً من الإرهاب: جرائم حرب الأسد والسياسة الأميركية للسعي إلى المساءلة في سوريا”.
ونلخص بعض المقتطفات التي وردت في أقواله:
التعذيب والذبح للسوريين وهم أحياء
الزمان: بين عامي 2011 و 2018. وخلال عمله كموظف مدني في بلدية مدينة دمشق، تلقى أمراً من السلطات الأمنية للعمل معهم. مما أتاح له أنْ يرى -أحياناً- مرتين في كل أسبوع، وصول ثلاث شاحنات مقطورات محمَّلةً بحوالي 300 و600 جثة لأشخاص ماتوا تحت التعذيب وبعضهم نتيجة المجاعة، وكذلك قتلهم في المستشفيات العسكرية وفروع المخابرات في مناطق مختلفة من دمشق. وفي الكثير من الأوقات الأخرى، كان يشاهد – مرتين أسبوعياً، ثلاث أو أربع شاحنات صغيرة تحمل 30 إلى 40 جثة، لا تزال حرارة أجسادها دافئة، تخص مدنيين قد اعدموا في سجن صيدنايا:
“لقد تم تعذيب الرجال والنساء والأطفال والمسنين بأكثر الطرق سادية، وتم إعدامهم من قبل نظام الأسد وإيران وروسيا، ثم ألقي بهم بقسوة في الخنادق، ومصيرهم مجهول لأحبائهم”... “هنالك أرواح ضائعة، ولا يمكن خلاصهم، وهم يطالبون بالعدالة، في حين ينتظر عشرات الآلاف غيرهم التحرير وهم يقبعون في زنازين الأسد”.
وفي وصفه لما رآه قال أنَّه في احدى المرات، ألقت إحدى الشاحنات المقطورة محتوياتها المكونة من عدة مئات من الجثث الميتة في الخندق أمامه، وكانت الجثث تسقط على حافة المقبرة الجماعية، وقد فوجئ أنَّ جثة أم شابة عليها آثار التعذيب الجسدي وكانت رغم موتها ممسكة تحتضن على صدرهاطفلها الرضيع.ولما طلب من الضابط المسؤول عن دفن الجثث في المقابر الجماعية أن يسمح له بدفنها بعيداً عن جثث الرجال، تلقى منه الرفض مع عبارات التوبيخ القاسية. كانت بعض الجثث لا تزال تختلج وفيها بعض الحياة، كانت تصدر الأوامر بدفنهم كما هم.
صرح بشهادته أيضاً:
“أنا وزملائي المكلفون بدفن جثث الضحايا في المقابر الجماعية كنا قابلين للتغير، فإذا أظهرنا أي تعاطف فهذا يعني موتاً مؤكداً، وإذا تأخرنا يوماً ما فهذا يعني الاعتقال في الزنزانات نفسها التي تخرج منها هذه الجثث المعذبة التي نضعها في مثواها الأخير”... "وبشكل أسبوعي كانت هذه الخنادق تمتلئ بأعداد لا تحصى من جثث المدنيين".
وقد تجرأ “حفار القبور” بأنْ يقول لمستمعيه من النواب الأمريكان أنَّ:
“وجوده بمنزلة تذكير بالوحشية اللاإنسانية لهذا النظام، وهو النظام نفسه الذي قررت بعض الدول، بشكل مخجل، التطبيع معه، وهو نظام تستمر حكومة الولايات المتحدة في الاعتراف به، في حين يجب أن يكون الاعتراف الوحيد بالأسد كمجرم حرب إبادة جماعية، يذكرنا بأسوأ الناس في تاريخ البشرية”… “آلية الموت المنهجية هذه تستمر حتى يومنا هذا”.
وعرج في قوله على التذكير بأنَّ التطبيع العربي مع النظام السوري، هو إجراء ينافي الأخلاق والقيم، فقال لهم:
” إنه حين دعت الإمارات بشار الأسد إلى عاصمتها في ذكرى الثورة السورية، ورحبت به بـ 21 طلقة، فإن ذلك “يعد سابقة خطيرة”، وحين تقرر السعودية السماح للخطوط الجوية السورية، الخاضعة لعقوبات “قانون قيصر”، بالهبوط في مطاراتها أيضاً “تشكل سابقة خطيرة”، وحين تقرر دولة مثل الدنمارك تقويض وحدة جهود الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لعزل الأسد فإنها أيضاً “تشكل سابقة خطيرة”.... "لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تضمن أن كل محاولة للاعتراف بنظام الأسد أو تطبيع العلاقات معه ستقابل بإدانة عامة وخاصة واضحة، وعواقب حقيقية”.
وحول قانون قيصر قال للأمريكان، أنَّ ذلك القانون هو:
“أحد أكثر الأدوات قيمة في يد الولايات المتحدة للتأكد من أن نظام الأسد لا يمكنه الاستفادة اقتصادياً من مجموعة واسعة من المعاملات التجارية”... “من الضروري أن يتم تطبيق هذا القانون إلى أقصى حد، لعرقلة فرص النظام في الاستفادة من أشياء مثل خط الغاز العربي”.
وانتقد ” حفار القبور” بشكل صريح، يلفت نظرهم إلى أنَّ:
“تحت إدارة الرئيس بايدن، لم نشهد أي تنفيذ حقيقي لقانون قيصر، ونحن كشهود وناجين ومدنيين سوريين نطالب الكونغرس بالضغط على إدارة بايدن لتطبيق قانون قيصر من أجل وقف التطبيع وتمويل نظام الأسد”، مؤكداً على أنه “إذا كان قانون قيصر كما هو غير كافٍ، فإننا نناشد لتشريع عقوبات جديدة أو تنقيحات لقانون قيصر تستهدف هذا النظام وكل أولئك الذين يسعون إلى تمكينه”...
“من الضروري ألا تعترف الولايات المتحدة، بما في ذلك الإدارة الحالية أو أي إدارة مستقبلية، بنظام الأسد كحكومة شرعية لسوريا، وألا تطبع العلاقات مع هذا الديكتاتور الفظيع”، مضيفاً أنه “لا يمكن أبداً أن تكون هناك مساءلة لعشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء الذين رقدوا في المقابر الجماعية في سوريا إذا تم قبول المسؤولين عن هذا التعذيب الوحشي والقتل والدفن اللاإنساني في المجتمع الدولي”.
ومن أجمل أقواله لهم:
“الشعب السوري يتطلع إلى الولايات المتحدة للتأكد من أن هناك عواقب لأولئك الذين يطبعون مع النظام السوري”..... “السماح للأسد بالإفلات مما فعله يبعث برسالة إلى الدكتاتوريين والطغاة الآخرين مفادها أنهم يستطيعون أيضاً القتل والتهجير والتعذيب من أجل الاحتفاظ بالسلطة، أو قمع الدعوات الحقيقية للديمقراطية”....
“إذا كان موظف بلدية من دمشق أجبر على دفن مئات الآلاف من المدنيين، تمكن من أن يجد طريقه للوقوف أمام أعضاء أقوى هيئة تشريعية في العالم، وشاركهم الفظائع التي شهدها، فإن هناك أملاً. وإذا كان سائق الجرافة، الذي أُجبر على حفر مقابر جماعية ثم أُمر باعتقاله وتعذيبه وإعدامه، تمكن من الهروب وهو الآن معنا هنا، فإن هناك أملاً. وإذا كان بإمكان قيصر، وهو رجل عادي، أن يأخذ مثل هذه المخاطر الشخصية ليُظهر للعالم ما يحدث في سوريا من خلال صوره، فإن هناك أملاً”.... “أولئك الذين يطبعون مع النظام السوري هم متواطئون وشركاء في جرائم الحرب التي ارتكبها الأسد”...
" على إدارة بايدن بأنه يجب ألا تنحرف عن سياسات الإدارات الجمهورية والديمقراطية السابقة، التي دانت علانية تطبيع الأسد، وعملت بفاعلية لمنعه”.
“أنا هنا لأنني مثل العديد من أخوتي وأخواتي السوريين، نعلم أن الولايات المتحدة أفضل من هذا، فأنا هنا في جلسة اليوم لأن هذه اللجنة تقدر العدل والحرية، وأنا هنا اليوم لأنه بعد 12 عاماً من أسوأ الفظائع في القرن الحادي والعشرين، لا يزال كثير من السوريين يثقون بالشعب الأميركي، ونعتقد أن الكلمات لن تتكرر مرة أخرى”... “يجب ألا تكون شعارات فارغة، بل يجب أن تكون وعداً مقدساً بأنه يمكن للسوريين والعديد من الدول الأخرى العيش بحرية وعدالة وكرامة”.
وكانت آخر عبارة ختم بها “حفار القبور” مخاطباً اللجنة بقوله
“بعد 12 عاماً من أسوأ الفظائع في القرن الحادي والعشرين، قمنا بدفن مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء، ولكن لا يزال كثيرون محتجزين في زنزانات الأسد، وما يزال الملايين يعيشون تحت قصف النظام وإيران وروسيا، ويجب أن نقف معهم وليس مع جزارهم”... “شهادتي اليوم هي عبء أضعه على عاتقكم كأعضاء في الكونغرس، وأمركيين، وبشر”.
وأخيراً
في نهاية هذا الملف الذي اخترنا له عنواناً بصيغة السؤال: “الطاغية … هل تكفي لوصف الأسد؟”
نترك لكم الاجابة عليه بعد استعراض بعض الوقائع التي يُستشرف بها وفق القانون الفقهي الذي يقول “العلَّة تدور حول المعلول”