لا بد من قول الحقيقة
يصعب علينا أن نوجّه عبارات التبريك في العام الجديد إلا أن نضيف عليها ما يعبر عن استنكار الجرائم الإنسانية الدامية والدمار الممنهج الذي يعمُّ بعض الدول العربية، إلى جانب الحصار الاقتصادي المتصاعد دراماتيكياً على باقي الدول العربية التي تقع على حافة الهاوية التي تديرها المصالح الدولية والاقليمية.
كيف لنا أن نتمنى عاماً سعيداً وجثامين الأبرياء ما زالتت تتكدس تباعاً تحت أنقاض غزَّة، وأدوات القتل الجماعي تلاحق من شردهم نظام الأسد في براري شمال سورية!
كيف لنا أن نجرؤ على التبريك بالعام الجديد وقلبنا هلعاً خشية تقسيم سورية إلى دويلات منها الخبيث ومنها الذي نصب خيمته في برية تبعد عن بيته المسلوب وقلبه يتقطع في غربة داخل الوطن.
وعلى المقلب الآخر، يستجدينا الأمل أن نعوّل على الشرفاء في متاريس الثورة الذين ما فتئوا يبحثون عن سبل العثور على قشة في أكوام الدمار كي تكون فاتحة للانتصار وإعادة السلم الأهلي والديمقراطية والعدل والحرية المسلوبة. ومما يشحذ هممنا هو بقاء كرامة الوطن واستحقاقات النضال موفورة في هؤلاء الشرفاء، ولو طال الانتظار فالحق لا بدَّ أن ينتصر. لذلك سنجرؤ بأن نقول لكم:
كل عام وسورية لا بد أن تستعيد عافيتها وينهزم الشر والاستبداد عنها بإذن الله وبفضل نضالكم.
والله الموفق.